سيرة أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها
سيرة أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
اما بعد..
من سيرة أم المؤمنين زينب رضي الله عنها
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعـد:
فحيا الله هذه القلوب الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال، وأن يجمعنا وإياكم في الدنيا دائماً وأبداً على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين في جنته ومستقر رحمته؛ إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.
أحبتي في الله: هذا هو لقاؤنا الثاني عشر وما زلنا بتوفيق الله جل وعلا نطوف مع حضراتكم في بستان سير أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ذلكم البستان الذي لا ينقطع عبيره، ولا ينتهي شذاه، ولا تذبل أزهاره، ولا تموت وروده، ولا يُشبع من رحيقه أبداً.
فضائلها رضي الله تعالى عنها
تعالوا بنا اليوم لنعيش في بيت النبوة مع الصوامة القوامة، مع الخاشعة العابدة، مع الورعة الزاهدة، مع التقية النقية، إنها أطول نساء النبي يداً، أي: أعظم نساء النبي صلى الله عليه وسلم صدقةً وإنفاقاً وبراً ورحمةً وإشفاقاً.
إنها أم المساكين وسكن الأرامل واليتامى والمحتاجين، إنها الشريفة الطاهرة التي جمعت الشرف من جميع أطرافه وأسبابه، وحازت الفضل من جميع أبوابه، فزوجها أشرف خلق الله، وأمها عمة رسول الله، وخالها كوكب الأصفياء وسيد الشهداء حمزة ، وأخوها هو صاحب أول راية عقدت في الإسلام، وأول من لقب بأمير المؤمنين، إنها الشريفة الطاهرة التي أثنت عليها السيدة عائشة ثناءً عاطراً زكياً فقالت عنها: [هي التي كانت تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت امرأة خيراً في الدين ولا أتقى لله، ولا أصدق في الحديث، ولا أوصل لرحم، ولا أعظم صدقة منها رضي الله عنها وأرضاها].
إنها الشريفة الفاضلة التي أثنت عليها عائشة في موضعٍ آخر ووقت آخر، وقالت كما ورد في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده وابن سعد في الطبقات وسنده حسنٌ وله شاهدٌ في صحيح مسلم ، أثنت عائشة على هذه الشريفة الفاضلة فقالت عنها: (لقد نالت الشرف الذي لا يبلغه شرف في هذه الدنيا، فلقد زوجها الله نبيه صلى الله عليه وسلم ونطق به القرآن الكريم، ولقد قال لنا النبي عليه الصلاة والسلام: أطولكن يداً، أسرعكن لحوقاً بي) فبشرها النبي صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة.
أعلمتم من هي؟
إنها التقية النقية الشريفة الطاهرة الفاضلة التي كانت تفخر على جميع زوجات النبي بهذا الفخر، وبهذا الشرف الكبير وتقول لهن: [لقد زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات] إنها أُمنا أم المؤمنين: زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها التي زوجها الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري : [كانت زينب تفخر على زوجات النبي وتقول: لقد زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات] فمن هي زينب بنت جحش؟ وما الذي نعرفه عن أمنا رضي الله عنها؟
نسبها ودخول أسرتها في الإسلام
زينب ولدت في مكة قبل البعثة في بيت شرف وحسب ونسب، ولما بدأت نسمات الإسلام تفوح بأريجها العطر في أم القرى ، وبدأ أصحاب العقول الزكية النقية يقبلون على هذه الدعوة الجديدة بقلوبٍ متعطشة للتخلص من براثن الجاهلية، كان من أوائل من شرح الله صدورهم للحق أخو زينب ؛ عبد الله بن جحش رضي الله عنه وأرضاه.
وما إن أسلم عبد الله بن جحش حتى أعلنت الأسرة كلها إسلامها لله جل وعلا، وأثار المشركين في مكة انتشار الإسلام بسرعة مذهلة، وأقض ضاجعهم في مكة انتقال الإسلام من مكة إلى المدينة المنورة وانتشاره في المدينة بسرعة منقطعة النظير.
وبدأ المشركون في مكة يصبون جام غضبهم على الموحدين في مكة ، وتحت وطأة هذا العذاب وهذه الآلام أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يهاجروا من مكة إلى المدينة المنورة ، وكان من بين هذه الأسر الكريمة التي هاجرت من مكة إلى المدينة أسرة بني جحشٍ رضي الله عنهم جميعاً، وعلى رأسهم السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها.
محاضرة لفضيلة الشيخ محمد حسان
تابع
عدل سابقا من قبل الحالمة في الإثنين 23 يونيو - 16:27 عدل 3 مرات
سيرة أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
اما بعد..
من سيرة أم المؤمنين زينب رضي الله عنها
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعـد:
فحيا الله هذه القلوب الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال، وأن يجمعنا وإياكم في الدنيا دائماً وأبداً على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين في جنته ومستقر رحمته؛ إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.
أحبتي في الله: هذا هو لقاؤنا الثاني عشر وما زلنا بتوفيق الله جل وعلا نطوف مع حضراتكم في بستان سير أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ذلكم البستان الذي لا ينقطع عبيره، ولا ينتهي شذاه، ولا تذبل أزهاره، ولا تموت وروده، ولا يُشبع من رحيقه أبداً.
فضائلها رضي الله تعالى عنها
تعالوا بنا اليوم لنعيش في بيت النبوة مع الصوامة القوامة، مع الخاشعة العابدة، مع الورعة الزاهدة، مع التقية النقية، إنها أطول نساء النبي يداً، أي: أعظم نساء النبي صلى الله عليه وسلم صدقةً وإنفاقاً وبراً ورحمةً وإشفاقاً.
إنها أم المساكين وسكن الأرامل واليتامى والمحتاجين، إنها الشريفة الطاهرة التي جمعت الشرف من جميع أطرافه وأسبابه، وحازت الفضل من جميع أبوابه، فزوجها أشرف خلق الله، وأمها عمة رسول الله، وخالها كوكب الأصفياء وسيد الشهداء حمزة ، وأخوها هو صاحب أول راية عقدت في الإسلام، وأول من لقب بأمير المؤمنين، إنها الشريفة الطاهرة التي أثنت عليها السيدة عائشة ثناءً عاطراً زكياً فقالت عنها: [هي التي كانت تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت امرأة خيراً في الدين ولا أتقى لله، ولا أصدق في الحديث، ولا أوصل لرحم، ولا أعظم صدقة منها رضي الله عنها وأرضاها].
إنها الشريفة الفاضلة التي أثنت عليها عائشة في موضعٍ آخر ووقت آخر، وقالت كما ورد في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده وابن سعد في الطبقات وسنده حسنٌ وله شاهدٌ في صحيح مسلم ، أثنت عائشة على هذه الشريفة الفاضلة فقالت عنها: (لقد نالت الشرف الذي لا يبلغه شرف في هذه الدنيا، فلقد زوجها الله نبيه صلى الله عليه وسلم ونطق به القرآن الكريم، ولقد قال لنا النبي عليه الصلاة والسلام: أطولكن يداً، أسرعكن لحوقاً بي) فبشرها النبي صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة.
أعلمتم من هي؟
إنها التقية النقية الشريفة الطاهرة الفاضلة التي كانت تفخر على جميع زوجات النبي بهذا الفخر، وبهذا الشرف الكبير وتقول لهن: [لقد زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات] إنها أُمنا أم المؤمنين: زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها التي زوجها الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري : [كانت زينب تفخر على زوجات النبي وتقول: لقد زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات] فمن هي زينب بنت جحش؟ وما الذي نعرفه عن أمنا رضي الله عنها؟
نسبها ودخول أسرتها في الإسلام
زينب ولدت في مكة قبل البعثة في بيت شرف وحسب ونسب، ولما بدأت نسمات الإسلام تفوح بأريجها العطر في أم القرى ، وبدأ أصحاب العقول الزكية النقية يقبلون على هذه الدعوة الجديدة بقلوبٍ متعطشة للتخلص من براثن الجاهلية، كان من أوائل من شرح الله صدورهم للحق أخو زينب ؛ عبد الله بن جحش رضي الله عنه وأرضاه.
وما إن أسلم عبد الله بن جحش حتى أعلنت الأسرة كلها إسلامها لله جل وعلا، وأثار المشركين في مكة انتشار الإسلام بسرعة مذهلة، وأقض ضاجعهم في مكة انتقال الإسلام من مكة إلى المدينة المنورة وانتشاره في المدينة بسرعة منقطعة النظير.
وبدأ المشركون في مكة يصبون جام غضبهم على الموحدين في مكة ، وتحت وطأة هذا العذاب وهذه الآلام أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يهاجروا من مكة إلى المدينة المنورة ، وكان من بين هذه الأسر الكريمة التي هاجرت من مكة إلى المدينة أسرة بني جحشٍ رضي الله عنهم جميعاً، وعلى رأسهم السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها.
محاضرة لفضيلة الشيخ محمد حسان
تابع
عدل سابقا من قبل الحالمة في الإثنين 23 يونيو - 16:27 عدل 3 مرات