قال ابن القيم رحمه الله تعالى
في فضائل عائشة رضي الله عنها :
ومن خصائصها أن الله سبحانه
برأها مما رماها به أهـل الإفك ،
وأنزل الله في عذرها وبراءتها وحياً يُـتـلى
في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة ،
وشهد لها بأنها من الطيبات ،
ووعدها المغفرة والرزق الكريم ،
وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها شراً لها
لا عائباً لها ،
ولا خافضاً من شأنها ،
بل رفعها الله بذلك ،
وأعلى قدرها وأعظم شأنها ،
وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة
بين أهل الأرض والسماء ،
فيالها من منقبة ما أجلّها.
وتأمل هذا التشريف والإكرام
الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت :
" ولشأني في نفسي أحقـر
من أن يتكلم الله فيّ بوحي يُـتـلى ،
ولكن كنت أرجو
أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيـا
يبرئني الله بها".
فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهي تعلم أنها بريئة مظلومة ،
وأن قاذفيها ظالمون لها ، مفترون عليها ،
قد بلغ أذاهم إلى أبويها
وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ،
فما ظنك بمن صام يوم أو يومين ،
أو شهراً أو شهرين ،
وقام ليلة أو ليليتين ،
فظهر عليه شيء من الأحوال ،
ولاحظوا بعين استحقاق الكرامات والمكاشفات
والمخاطبات والمنازلات وإجابة الدعوات ،
وأنهم ممن يتبرك بلقائهم ،
ويُـغتـنم صالح دعائهم ،
وأنهم يجب على الناس احترامهم ،
وتعظيمهم ، وتعزيرهم ، وتوقيرهم ،
فيُتَمَسح بأثوابهم ، ويُـقَـبـّـل ثرى أعتابهم ،
وأنهم بالمكانة التي يُـنـتـقـم لهم لأجلها
ممن تنقصهم في الحال ،
وأن يُـؤخذ ممن أساء الأدب عليهم من غير إمهال ،
وأن إساءة الأدب عليهم ذنب
لا يكفره شيء إلا رضاهم.
ولو كان هذا من وراء كفاية لهان ،
ولكن من وراء تخلف ،
وهذه الحماقات والرعونات
نتائج الجهل الصميم والعقل غير المستقيم.
فإن ذلك إنما يصدر من جاهل معجب بنفسه ،
غافل عن جرمه وذنوبه
مغتـر بإمهال الله تعالى له عن أخذه
بما هـو فيه من الكِبَـر
والإزراء على من لعله عند الله عز وجل خير منه.
نسأل الله العافية في الدنيـا والآخرة ،
وينبغي للعبد أن يستعيذ بالله
أن يكون عند نفسه عظيماً
وهـو عند الله حقير.
[ جلاء الأفهام في الصلاة على سيد الأنام – ص 181 ]
في فضائل عائشة رضي الله عنها :
ومن خصائصها أن الله سبحانه
برأها مما رماها به أهـل الإفك ،
وأنزل الله في عذرها وبراءتها وحياً يُـتـلى
في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة ،
وشهد لها بأنها من الطيبات ،
ووعدها المغفرة والرزق الكريم ،
وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها شراً لها
لا عائباً لها ،
ولا خافضاً من شأنها ،
بل رفعها الله بذلك ،
وأعلى قدرها وأعظم شأنها ،
وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة
بين أهل الأرض والسماء ،
فيالها من منقبة ما أجلّها.
وتأمل هذا التشريف والإكرام
الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت :
" ولشأني في نفسي أحقـر
من أن يتكلم الله فيّ بوحي يُـتـلى ،
ولكن كنت أرجو
أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيـا
يبرئني الله بها".
فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهي تعلم أنها بريئة مظلومة ،
وأن قاذفيها ظالمون لها ، مفترون عليها ،
قد بلغ أذاهم إلى أبويها
وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ،
فما ظنك بمن صام يوم أو يومين ،
أو شهراً أو شهرين ،
وقام ليلة أو ليليتين ،
فظهر عليه شيء من الأحوال ،
ولاحظوا بعين استحقاق الكرامات والمكاشفات
والمخاطبات والمنازلات وإجابة الدعوات ،
وأنهم ممن يتبرك بلقائهم ،
ويُـغتـنم صالح دعائهم ،
وأنهم يجب على الناس احترامهم ،
وتعظيمهم ، وتعزيرهم ، وتوقيرهم ،
فيُتَمَسح بأثوابهم ، ويُـقَـبـّـل ثرى أعتابهم ،
وأنهم بالمكانة التي يُـنـتـقـم لهم لأجلها
ممن تنقصهم في الحال ،
وأن يُـؤخذ ممن أساء الأدب عليهم من غير إمهال ،
وأن إساءة الأدب عليهم ذنب
لا يكفره شيء إلا رضاهم.
ولو كان هذا من وراء كفاية لهان ،
ولكن من وراء تخلف ،
وهذه الحماقات والرعونات
نتائج الجهل الصميم والعقل غير المستقيم.
فإن ذلك إنما يصدر من جاهل معجب بنفسه ،
غافل عن جرمه وذنوبه
مغتـر بإمهال الله تعالى له عن أخذه
بما هـو فيه من الكِبَـر
والإزراء على من لعله عند الله عز وجل خير منه.
نسأل الله العافية في الدنيـا والآخرة ،
وينبغي للعبد أن يستعيذ بالله
أن يكون عند نفسه عظيماً
وهـو عند الله حقير.
[ جلاء الأفهام في الصلاة على سيد الأنام – ص 181 ]