ما لا تعرفه عن ليلة الاسراء والمعراج لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم
من الأنبياء الذين لقيهم محمد صل الله عليه وسلم في السموات ليلة الإسراء والمعراج؟
السلام عليكم ورحمة الله
قال - صلى الله عليه وسلم - : (28) ( فبينا أنا نائمٌ إذ جاء جبريلُ عليه
السلام فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرةٍ فيها كوكري الطير فقعد في أحدهما
وقعدت في الآخر فسَمَتْ وارتفعت حتى سدَّت الخافِقَين وأنا أقلب طرفي ولو
شئتُ أن أمسَّ السماءَ لمسستُ )(28) ( ثم أخذ بيدي ) فانطلق بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الدنيا .(1/4)
(18)( فضرب بابا من أبوابها ) فاستفتح جبريل - صلى الله عليه وسلم - ( قال
جبريلُ لخازنِ السماءِ : افتح ) فقيل من هذا ؟ قال : جبريل , قيل ومن معك ؟
قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - , قيل : وقد أُرسِلَ إليه ؟ قال : نعم ,
قيل : مرحباً به (18) ( وأهلاً به )(18) فنعم المجيء جاء (18) يستبشر به
أهلُ السماءِ لا يعلمُ أهلُ السماءِ بما يريدُ الله به في الأرض حتى
يُعلِمهم )(18) ففتح لنا . فلما خلصت ( علَوْنا السماءَ الدنيا ) فإذا فيها
آدمُ - صلى الله عليه وسلم - ( رجلٌ قاعدٌ ، على يمينه أسودة وعلى يساره
أسودة إذا نظر قِبَلَ يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى ) ( قلت لجبريل :
من هذا ؟) فقال : هذا أبوك آدم ( - صلى الله عليه وسلم - وهذه الأسودة عن
يمينه وشماله نَسمُ بنيه فأهل اليمين منهم أهلُ الجنة والأسودة التي عن
شماله أهلُ النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ) فسلِّمْ
عليه ، فسلمت عليه فرد السلامَ ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح
(18) ( نعم الابن أنت )(18) (3) ( ودعا لي بخير )(3) .(1/5)
ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح ( فقال لخازنها : افتح )(18) (
فقالت الملائكة له مثلَ ما قالت له الأولى )(18) قيل من هذا ؟ قال : جبريل ,
قيل ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل :
مرحبا به (18) ( وأهلا وسهلا )(18) فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت
إذا بيحيى وعيسى وهما ابنا خالة ( قلت : من هذا ؟) قال : هذا يحيى وعيسى
فسلم عليهما ، فسلمتُ فردّا ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعوا لي بخير )(3) ،
ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح (18) (
فقالوا له مثلَ ما قالت الأولى والثانية )(18) قيل من هذا ؟ قال : جبريل ,
قيل ومن معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - , قيل : وقد أرسل إليه ؟
قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا أنا
بيوسف (3) ( صلى الله عليه وسلم وإذا هو قد أعطي شطر الحسن )(3) قال : هذا
يوسفُ فسلِّم عليه فسلمتُ عليه فرد ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) ,
ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعةَ
فاستفتح (18) ( فقالوا له مثل ذلك )(18) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل :
ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به
فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا إدريس ( قلت : من هذا ؟) قال :
هذا إدريسُ فسلِّم عليه فسلَّمتُ عليه فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح
والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير . (1/6)
ثم صعد بي حتى أتى السماءَ الخامسةَ فاستفتح (18) ( فقالوا له مثل ذلك ) قيل :
من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه
؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا
أنا بهارون (3) ( صلى الله عليه وسلم )(3) قال : هذا هارون فسلِّم عليه
فسلمتُ عليه فردَّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) ،
ثم صعد بي حتى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتح (18) ( فقالوا
له مثل ذلك )(18) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
, قيل : وقد أرسلَ إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ،
ففُتِح لنا فلما خلصت فإذا أنا بموسى (3) ( صلى الله عليه وسلم )(3) (18) (
بتفضيل كلامِ الله له ، فقال موسى : رب لم أظن أن يُرفعَ عليَّ أحد )(18) (
قلت من هذا ؟) قال : هذا موسى فسلِّم عليه فسلمت عليه فردَّ ثم قال :
مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) , فلما تجاوزت
بكى قيل له : مايبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعِثَ بعدي يدخل الجنة من
أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي (36) ( قلت : من يعاتب ؟ قال : يعاتب ربَّه
فيك , قلت : فيرفع صوتَه على ربه !؟ قال : إن الله قد عرف له حدته )(36) ثم
صعد بي حتى أتى السماء السابعة فاستفتح (18)( فقالوا له مثل ذلك )(18) قيل
: من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد (3) صلى الله عليه
وسلم )(3) , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحباً به فنعم
المجيء جاء ، ففُتِح ، فلما خلصت فإذا أنا بإبراهيمَ (3) ( صلى الله عليه
وسلم مسنداً ظهرَه إلى البيت المعمور )(3) (19)( شيخ جليل مهيب ) ( قلت :
من هذا ) قال : هذا أبوك ( إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ) فسلِّمْ عليه ،
فسلمتُ عليه فردَّ السلامَ ثم قال : مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ
الصالحِ .
(1/7)
ثم رفع لي البيت المعمور (3) ( في السماء السابعة )(3) (13) يقال له : الضراح ؛
وهو بحيال الكعبة من فوقِها ، حرمتُه في السماءِ كحرمةِ البيت في الأرض
)(13) فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمورُ يدخلُه كلَّ
يومٍ (13) ( يصلي فيه )(13) سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه
(13) ( أبدا )(13) آخر ما عليهم (3)( حتى تقوم الساعة )(3) (25) ( وما مرَّ
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بملأٍ من الملائكة إلا أمروه بالحجامةِ
وقالوا : يا محمد مُرْ أمَّتَكَ بالحِجامة )(25) .(1/8)
(18)( ثم علا به فوقَ ذلك بما لا يعلمه إلا الله - عز وجل - حتى جاء سدرة
المنتهى )(18) قال : ثم رُفِعَت لي سدرةُ المنتهى (6)( وهي في السماء )(6)
(2)( السابعة )(2) (31)( صبر الجنة )(31) (6)( إليها ينتهي ما يُعرَجُ به
من الأرض فيُقبَضُ منها وإليها ينتهي ما يُهبَطُ به من فوقها فيقبض منها
)(6) فإذا نَبَقُها مثلُ قِلال هجر ، وإذا ورقُها مثلُ آذان الفِيَلَةِ
(39)( يسير الراكبُ في ظلِّ الفننِ منها مائة سنةٍ يستظِلُّ بالفَنَنِ منها
مائةُ راكبٍ )(39) قال : هذه سِدرةُ المنتهى وإذا أربعةُ أنهارٍ تخرج من
أصلِها (2)( من ساقها )(2) : نهران باطنان ونهران ظاهران , فقلت : ما هذان
يا جبريل ؟ قال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران
فالنيل والفرات , ثم أُتيت بإناء من خمرٍ وإناءٍ من لبن وإناءٍ من عسلٍ
فأخذت اللبن فقال : أصبتَ أصابَ الله بكَ هي الفطرةُ التي أنتَ عليها
وأمتُك ( ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ) (19)(
فسمع من جانبها وجسا قال : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا بلال )(19) (38)(
قال : فسمعت خشفة فقلت ما هذه الخشفة ؟ فقيل : الرميصاء بنتُ ملحان امرأةُ
أبي طلحة , وبينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بقصرٍ أبيضَ فقلت : لمن هذا
يا جبريل ؟ ورجوت أن يكون لي , فقال : لعمر بن الخطاب , ثم سرت هنيهة فرأيت
قصراً هو أحسنُ من القصرِ الأول ؛ من ذَهَبٍ ، مربعاً يُسمع فيه ضوضاءٌ ،
بفَنائه جاريةٌ تتوضأُ إلى جانبِ القصرِ فقلت : لمن هذا القصر يا جبريل ؟
ورجوت أن يكون لي ؟ فقالوا : لرجلٍ من أمةِ محمد , قلت : فأنا محمد ، لمن
هذا القصرُ ؟ قالوا : لرجلٍ من العرب , قلت : أنا عربيٌّ لمن هذا القصر ؟
قالوا : لشابٍ من قريش , قال : فظننت أني أنا هو ، فقلت : أنا قرشي ، لمن
هذا القصر , قالوا : لعمرَ بنِ الخطاب وإن فيه من الحور العين ، فأردتُ أن
أدخلَه فأنظرَ إليه فذكرتُ غيرتَه ،(1/9)
فوليتُ مُدبِراً )(38) (29)( وإذا بنهرٍ أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ،
حافتاه قبابُ اللؤلؤ المجوف ، عليه قصرٌ من لؤلؤ وزبرجد فقلت : ما هذا يا
جبريل ؟ قال : هذا الكوثرُ الذي أعطاك ربك . فضرب الملَك بيده فإذا طينُه
مسكٌ إذفر ، فضربت بيدي إلى تربته في مجرى الماء فإذا مسكةٌ ذفرة وإذا حصاه
اللؤلؤ )(29) (21)( ومرَّ برائحةٍ طيبةٍ فقال : ما هذه الرائحةُ يا جبريل ؟
قال : هذه رائحةُ ماشطةَ بنتِ فرعونَ وأولادها ، قال : وماشأنها ؟ قال :
بينا هي تمشط ابنةَ فرعونَ إذ سقطتْ المدري من يديها فقالت : باسم الله ,
قالت لها بنتُ فرعونَ : أبي؟ قالت : لا ، ولكن ربي وربُّك وربُّ أبيك ,
قالت : أَوَ لكِ ربٌّ غيرُ أبي ؟ قالت : نعم , ربي وربك وربُّ أبيك الله ,
قالت : أقول له إذاً ؟ , قالت : قولي له , فدعاها فقال لها : يا فلانة أو
لك رب غيري ؟ قالت : نعم ربي وربك الله - عز وجل - الذي في السماء , فأمر
ببقرةٍ من نحاسٍ فأحميتْ ثم أمر بها لتلقى هي وأولادها فيها , فقالت : إن
لي إليكَ حاجة , قال : وما هي ؟ قالت : أن تجمعَ عظامي وعظامَ ولدي في ثوبٍ
واحدٍ وتدفننا , قال : ذلك لكِ علينا لما لكِ علينا من الحق , فأمرَ
بأولادِها فأُلقوا في البقرة بين يديها واحداً واحداً ، إلى أن انتهى ذلك
إلى صبيٍّ لها مرضع ، وكأنها تقاعَسَتْ من أجله , فقال : يا أمَّهْ ، قَعِي
ولا تقاعسي ، اصبري فإنك على الحق ، اقتحمي فإن عذابَ الدنيا أهونُ من
عذابِ الآخرة . ثم ألقيت مع ولدها .
فكان هذا من الأربعة الذين تكلموا وهم صبيان )(21) .(1/10)
(19)( فنظر في النار فإذا قومٌ يأكلون الجِيَفَ فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال :
هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس , ورأى رجلاً أحمرَ أزرقَ جعداً شعثاً إذا
رأيتَه , قال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا عاقرُ الناقة )(19) (20)(
ولما عُرِج برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ أسري به مرَّ على
قومٍ تُقرَضُ شفاهُهم وألسنتهم بمقاريض من نار , فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟
قال : هؤلاءِ خطباءُ أمتك ،الذين يقولون ما لا يفعلون الذين يأمرون الناس
بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟)(20) (22)( وقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - : لما عَرَجَ بي ربي - عز وجل - مررتُ بقومٍ
لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون وجوهَهم وصدورَهم ، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟
قال : هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس ويقعون في أعراضهم )(22) (8)( فرأى
النبي - صلى الله عليه وسلم - مع جبريلَ الجنةَ والنارَ ووَعْدَ الآخرةِ
أجمع )(8) قال : (1)( ثم عُرِج بي حتى ظَهَرْتُ لمستوى أسمع فيه صريفَ
الأقلامِ )(1) (28)( ومررت بالملأ الأعلى )(28) (40)( عند سدرة المنتهى
عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى )(40) (3)( فلما غَشِيَها من أمرِ
الله ما غشي تغيَّرَتْ فما أحدٌ من خلقِ الله يستطيعُ أن ينعَتَها من
حُسنِها )(3) (31)( عليها السُّندُسُ والإستبرق )(31) ( وغشيها ) (6)(
الملائكةُ فَراشٌ من ذهبٍ )(6) (14)( وتحولتْ ياقوتاً أو زمرداُ أو نحو ذلك
)(14) ( وألوانٌ لا أدري ما هي ) (28)( فالتفت إلى جبريلَ عليه السلام
كأنه حِلْسٌ لاطٍ فعرفتُ فضلَ عِلمِه بالله عليَّ ، وفُتِحَ لي بابٌ من
أبوابِ السماءِ فرأيتُ النورَ الأعظمَ وإذا دونَ الحجابِ رفرفُ الدُّرِّ
والياقوت )(28) (30) ( وسمعتُ تسبيحاً في السموات )(30) (18)( ودنا الجبارُ
ربُّ العزة فتدلى حتى كان منه قابَ قوسين أو أدنى )(18) قال : ثم فُرِضَتْ
عليَّ الصلاةُ خمسينَ صلاةً كلِّ يوم (3)(
(1/11)
فأوحى الله إلي ما أوحى )(3) (32)( ثم رَفَعَ جبريلُ رأسَه ، فرأيتُه في خَلْقِه
الذي خُلِقَ عليه عندَ سدرةِ المنتهى في صورته ؛ له ستمائة جناحٍ في حلة
رفرف قد سدَّ الأفق ، ينفض من ريشه التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما الله
به عليم ، في خضر رجلاه كالدر مثل القطر على البقل )(32) (34)( ووجَدَ
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - اسمَه مكتوباً في السماءِ محمدٌ رسولُ
الله )(34) (3)( قال : فنزلت )(3) فرجعت فمررت على موسى (3)( صلى الله عليه
وسلم )(3) (18)( فاحتبسَه موسى )(18) فقال : (18)( يا محمد )(18) بما
أُمِرْتَ ؟ قلت : أمرتُ بخمسينَ صلاةً في اليوم (18)( والليلة )(18) قال :
إني عالجتُ بني إسرائيلَ قبلَكَ ، وإنَّ أمَّتَكَ لا تَستطيعُ خمسينَ صلاةً
في اليوم ، وإني والله قد جَرَّبتُ الناسَ قبلَكَ ، وعالجت بني إسرائيلَ
أشدَّ المعالجةِ ، فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ لأمتك (18)( فالتَفَتَ
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريلَ كأنه يستشيرُه في ذلك فأشارَ
إليه جبريلُ : أن نعم إن شئتَ ، فَعَلا به إلى الجبارِ تعالى )(18) قال :
فرجعت (3)( إلى ربي فقلت : يا ربِّ خفِّفْ على أمتي )(3) (18)( فإن أمتي لا
تستطيعُ هذا )(18) (3)( فحَطَّ عني خمساً ، فرجعت إلى موسى , فقلت : حطَّ
عني خمساً قال : إن أمتَكَ لا يطيقون ذلك فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ
)(3) فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرتَ ؟ قلتُ : أمرتُ
بأربعين صلاة , قال : إني قد خبرتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ
أشدَّ المعالجةِ ، فارجع إلى ربِّكَ فسَلْهُ التخفيفَ لأمتِكَ , قال :
فرجعت فوضع عني عشراً قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ فقلت :
بثلاثينَ صلاةً , قال : إن أمتك لا تستطيعُ ثلاثينَ صلاةً وإني قد خَبَرْتُ
الناسَ قبلَكَ ، وعالجت بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ فارجع إلى ربك فسله
التخفيفَ لأمتك , قال : فرجعت فوضع عني (1/12)
عشراً, قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أُمِرْتَ ؟ فقلت : أمرتُ بعشرينَ صلاةً
فقال : إن أمتك لا تستطيع ذلك ، وإني قد خبرت الناسَ قبلَك وعالجتُ بني
إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ : فارجع إلى ربك فسلْهُ التخفيفَ . قال : فرجعت
فأُمِرْتُ بعشرِ صلواتٍ كلَّ يومٍ قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرتَ ؟
فقلت : أمرتُ بعشرِ صلواتٍ , قال : إن أمتَكَ لا تستطيعُ عشرَ صلواتٍ وإني
قد خبرت الناس قبلَكَ وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة (18)( والله لقد
راودتُ بني إسرائيلَ قومي على أدنى من هذا فضعُفوا فتركوه فأمتُكَ أضعفُ
أجساداً وقلوباً وأبداناً وأبصاراً وأسماعاً )(18) ارجع إلى ربك فسلْهُ
التخفيفَ لأمتك .
(1/13)
(18)( كلُّ ذلك يلتفتُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريلَ ليشيرَ عليه
ولا يكرَهُ ذلك جبريلُ ، فرفَعَهُ فقال : يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادُهم
وقلوبهم وأسماعُهم وأبدانهم فخفِّفْ عنا )(18) قال : فرجعت فأُمِرْتُ بخمسِ
صلواتٍ كلَّ يومٍ (3)( قال يا محمد )(3) (18)( قال : لبيك وسعديك , قال :
)(18) (3)( إنهن خمس صلوات كلَّ يوم وليلة لكلِّ صلاةٍ عشرٌ فذلك خمسون
صلاة )(3) ( هي خمسٌ وهي خمسون لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ ) (18)( كما
فُرضَتْ عليك في أمِّ الكتاب ، كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالها فهي خمسونَ في
أمِّ الكتاب وهي خمسٌ عليك )(18) (3)( ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له
حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتبْ شيئاً ،
فإن عملها كتبت سيئة واحدة )(3) قال : (3)( فنزلت حتى انتهيت )(3) إلى موسى
فقال : بما أمرت ؟ قلت : (18)( خَفَّفَ عنا أعطانا بكلِّ حسنةٍ عشرَ
أمثالها )(18) أمِرْتُ بخمس صلواتٍ كلَّ يومٍ ، قال : إن أمَّتَكَ لا
تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يومٍ ، وإني قد جربت الناس قبلَك وعالجتُ بني
إسرائيلَ أشدَّ المعالجة فارجِع إلى ربك فاسأله التخفيفَ لأمتك , قلت :
سألتُ ربي حتى استحييتُ ولكن أرضى وأسلِّمُ , فلما جاوزتُ نادى منادٍ :
أمضيت فريضتي وخففتُ عن عبادي وجعلت الحسنةَ بعشرِ أمثالها . (18)( قال :
فاهبط باسمِ الله فاستيقظَ وهو في المسجد الحرام )(18) .
(6)( فأعطيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً لم يُعطَهُنَّ نبيٌّ قبلَه ؛
أعطِيَ الصلواتِ الخمسَ ، وجُعِلَتْ بخمسينَ صلاة ، وأُعطِيَ خواتيمَ سورةِ
البقرة ، وغُفِرَ لمن ماتَ لم يشرِكْ بالله من أمته شيئاً المقحمات )(6) .
من الأنبياء الذين لقيهم محمد صل الله عليه وسلم في السموات ليلة الإسراء والمعراج؟
السلام عليكم ورحمة الله
قال - صلى الله عليه وسلم - : (28) ( فبينا أنا نائمٌ إذ جاء جبريلُ عليه
السلام فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرةٍ فيها كوكري الطير فقعد في أحدهما
وقعدت في الآخر فسَمَتْ وارتفعت حتى سدَّت الخافِقَين وأنا أقلب طرفي ولو
شئتُ أن أمسَّ السماءَ لمسستُ )(28) ( ثم أخذ بيدي ) فانطلق بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الدنيا .(1/4)
(18)( فضرب بابا من أبوابها ) فاستفتح جبريل - صلى الله عليه وسلم - ( قال
جبريلُ لخازنِ السماءِ : افتح ) فقيل من هذا ؟ قال : جبريل , قيل ومن معك ؟
قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - , قيل : وقد أُرسِلَ إليه ؟ قال : نعم ,
قيل : مرحباً به (18) ( وأهلاً به )(18) فنعم المجيء جاء (18) يستبشر به
أهلُ السماءِ لا يعلمُ أهلُ السماءِ بما يريدُ الله به في الأرض حتى
يُعلِمهم )(18) ففتح لنا . فلما خلصت ( علَوْنا السماءَ الدنيا ) فإذا فيها
آدمُ - صلى الله عليه وسلم - ( رجلٌ قاعدٌ ، على يمينه أسودة وعلى يساره
أسودة إذا نظر قِبَلَ يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى ) ( قلت لجبريل :
من هذا ؟) فقال : هذا أبوك آدم ( - صلى الله عليه وسلم - وهذه الأسودة عن
يمينه وشماله نَسمُ بنيه فأهل اليمين منهم أهلُ الجنة والأسودة التي عن
شماله أهلُ النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ) فسلِّمْ
عليه ، فسلمت عليه فرد السلامَ ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح
(18) ( نعم الابن أنت )(18) (3) ( ودعا لي بخير )(3) .(1/5)
ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح ( فقال لخازنها : افتح )(18) (
فقالت الملائكة له مثلَ ما قالت له الأولى )(18) قيل من هذا ؟ قال : جبريل ,
قيل ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل :
مرحبا به (18) ( وأهلا وسهلا )(18) فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت
إذا بيحيى وعيسى وهما ابنا خالة ( قلت : من هذا ؟) قال : هذا يحيى وعيسى
فسلم عليهما ، فسلمتُ فردّا ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعوا لي بخير )(3) ،
ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح (18) (
فقالوا له مثلَ ما قالت الأولى والثانية )(18) قيل من هذا ؟ قال : جبريل ,
قيل ومن معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - , قيل : وقد أرسل إليه ؟
قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا أنا
بيوسف (3) ( صلى الله عليه وسلم وإذا هو قد أعطي شطر الحسن )(3) قال : هذا
يوسفُ فسلِّم عليه فسلمتُ عليه فرد ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) ,
ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعةَ
فاستفتح (18) ( فقالوا له مثل ذلك )(18) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل :
ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به
فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا إدريس ( قلت : من هذا ؟) قال :
هذا إدريسُ فسلِّم عليه فسلَّمتُ عليه فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح
والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير . (1/6)
ثم صعد بي حتى أتى السماءَ الخامسةَ فاستفتح (18) ( فقالوا له مثل ذلك ) قيل :
من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه
؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا
أنا بهارون (3) ( صلى الله عليه وسلم )(3) قال : هذا هارون فسلِّم عليه
فسلمتُ عليه فردَّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) ،
ثم صعد بي حتى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتح (18) ( فقالوا
له مثل ذلك )(18) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
, قيل : وقد أرسلَ إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ،
ففُتِح لنا فلما خلصت فإذا أنا بموسى (3) ( صلى الله عليه وسلم )(3) (18) (
بتفضيل كلامِ الله له ، فقال موسى : رب لم أظن أن يُرفعَ عليَّ أحد )(18) (
قلت من هذا ؟) قال : هذا موسى فسلِّم عليه فسلمت عليه فردَّ ثم قال :
مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) , فلما تجاوزت
بكى قيل له : مايبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعِثَ بعدي يدخل الجنة من
أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي (36) ( قلت : من يعاتب ؟ قال : يعاتب ربَّه
فيك , قلت : فيرفع صوتَه على ربه !؟ قال : إن الله قد عرف له حدته )(36) ثم
صعد بي حتى أتى السماء السابعة فاستفتح (18)( فقالوا له مثل ذلك )(18) قيل
: من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد (3) صلى الله عليه
وسلم )(3) , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحباً به فنعم
المجيء جاء ، ففُتِح ، فلما خلصت فإذا أنا بإبراهيمَ (3) ( صلى الله عليه
وسلم مسنداً ظهرَه إلى البيت المعمور )(3) (19)( شيخ جليل مهيب ) ( قلت :
من هذا ) قال : هذا أبوك ( إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ) فسلِّمْ عليه ،
فسلمتُ عليه فردَّ السلامَ ثم قال : مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ
الصالحِ .
(1/7)
ثم رفع لي البيت المعمور (3) ( في السماء السابعة )(3) (13) يقال له : الضراح ؛
وهو بحيال الكعبة من فوقِها ، حرمتُه في السماءِ كحرمةِ البيت في الأرض
)(13) فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمورُ يدخلُه كلَّ
يومٍ (13) ( يصلي فيه )(13) سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه
(13) ( أبدا )(13) آخر ما عليهم (3)( حتى تقوم الساعة )(3) (25) ( وما مرَّ
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بملأٍ من الملائكة إلا أمروه بالحجامةِ
وقالوا : يا محمد مُرْ أمَّتَكَ بالحِجامة )(25) .(1/8)
(18)( ثم علا به فوقَ ذلك بما لا يعلمه إلا الله - عز وجل - حتى جاء سدرة
المنتهى )(18) قال : ثم رُفِعَت لي سدرةُ المنتهى (6)( وهي في السماء )(6)
(2)( السابعة )(2) (31)( صبر الجنة )(31) (6)( إليها ينتهي ما يُعرَجُ به
من الأرض فيُقبَضُ منها وإليها ينتهي ما يُهبَطُ به من فوقها فيقبض منها
)(6) فإذا نَبَقُها مثلُ قِلال هجر ، وإذا ورقُها مثلُ آذان الفِيَلَةِ
(39)( يسير الراكبُ في ظلِّ الفننِ منها مائة سنةٍ يستظِلُّ بالفَنَنِ منها
مائةُ راكبٍ )(39) قال : هذه سِدرةُ المنتهى وإذا أربعةُ أنهارٍ تخرج من
أصلِها (2)( من ساقها )(2) : نهران باطنان ونهران ظاهران , فقلت : ما هذان
يا جبريل ؟ قال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران
فالنيل والفرات , ثم أُتيت بإناء من خمرٍ وإناءٍ من لبن وإناءٍ من عسلٍ
فأخذت اللبن فقال : أصبتَ أصابَ الله بكَ هي الفطرةُ التي أنتَ عليها
وأمتُك ( ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ) (19)(
فسمع من جانبها وجسا قال : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا بلال )(19) (38)(
قال : فسمعت خشفة فقلت ما هذه الخشفة ؟ فقيل : الرميصاء بنتُ ملحان امرأةُ
أبي طلحة , وبينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بقصرٍ أبيضَ فقلت : لمن هذا
يا جبريل ؟ ورجوت أن يكون لي , فقال : لعمر بن الخطاب , ثم سرت هنيهة فرأيت
قصراً هو أحسنُ من القصرِ الأول ؛ من ذَهَبٍ ، مربعاً يُسمع فيه ضوضاءٌ ،
بفَنائه جاريةٌ تتوضأُ إلى جانبِ القصرِ فقلت : لمن هذا القصر يا جبريل ؟
ورجوت أن يكون لي ؟ فقالوا : لرجلٍ من أمةِ محمد , قلت : فأنا محمد ، لمن
هذا القصرُ ؟ قالوا : لرجلٍ من العرب , قلت : أنا عربيٌّ لمن هذا القصر ؟
قالوا : لشابٍ من قريش , قال : فظننت أني أنا هو ، فقلت : أنا قرشي ، لمن
هذا القصر , قالوا : لعمرَ بنِ الخطاب وإن فيه من الحور العين ، فأردتُ أن
أدخلَه فأنظرَ إليه فذكرتُ غيرتَه ،(1/9)
فوليتُ مُدبِراً )(38) (29)( وإذا بنهرٍ أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ،
حافتاه قبابُ اللؤلؤ المجوف ، عليه قصرٌ من لؤلؤ وزبرجد فقلت : ما هذا يا
جبريل ؟ قال : هذا الكوثرُ الذي أعطاك ربك . فضرب الملَك بيده فإذا طينُه
مسكٌ إذفر ، فضربت بيدي إلى تربته في مجرى الماء فإذا مسكةٌ ذفرة وإذا حصاه
اللؤلؤ )(29) (21)( ومرَّ برائحةٍ طيبةٍ فقال : ما هذه الرائحةُ يا جبريل ؟
قال : هذه رائحةُ ماشطةَ بنتِ فرعونَ وأولادها ، قال : وماشأنها ؟ قال :
بينا هي تمشط ابنةَ فرعونَ إذ سقطتْ المدري من يديها فقالت : باسم الله ,
قالت لها بنتُ فرعونَ : أبي؟ قالت : لا ، ولكن ربي وربُّك وربُّ أبيك ,
قالت : أَوَ لكِ ربٌّ غيرُ أبي ؟ قالت : نعم , ربي وربك وربُّ أبيك الله ,
قالت : أقول له إذاً ؟ , قالت : قولي له , فدعاها فقال لها : يا فلانة أو
لك رب غيري ؟ قالت : نعم ربي وربك الله - عز وجل - الذي في السماء , فأمر
ببقرةٍ من نحاسٍ فأحميتْ ثم أمر بها لتلقى هي وأولادها فيها , فقالت : إن
لي إليكَ حاجة , قال : وما هي ؟ قالت : أن تجمعَ عظامي وعظامَ ولدي في ثوبٍ
واحدٍ وتدفننا , قال : ذلك لكِ علينا لما لكِ علينا من الحق , فأمرَ
بأولادِها فأُلقوا في البقرة بين يديها واحداً واحداً ، إلى أن انتهى ذلك
إلى صبيٍّ لها مرضع ، وكأنها تقاعَسَتْ من أجله , فقال : يا أمَّهْ ، قَعِي
ولا تقاعسي ، اصبري فإنك على الحق ، اقتحمي فإن عذابَ الدنيا أهونُ من
عذابِ الآخرة . ثم ألقيت مع ولدها .
فكان هذا من الأربعة الذين تكلموا وهم صبيان )(21) .(1/10)
(19)( فنظر في النار فإذا قومٌ يأكلون الجِيَفَ فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال :
هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس , ورأى رجلاً أحمرَ أزرقَ جعداً شعثاً إذا
رأيتَه , قال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا عاقرُ الناقة )(19) (20)(
ولما عُرِج برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ أسري به مرَّ على
قومٍ تُقرَضُ شفاهُهم وألسنتهم بمقاريض من نار , فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟
قال : هؤلاءِ خطباءُ أمتك ،الذين يقولون ما لا يفعلون الذين يأمرون الناس
بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟)(20) (22)( وقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - : لما عَرَجَ بي ربي - عز وجل - مررتُ بقومٍ
لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون وجوهَهم وصدورَهم ، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟
قال : هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس ويقعون في أعراضهم )(22) (8)( فرأى
النبي - صلى الله عليه وسلم - مع جبريلَ الجنةَ والنارَ ووَعْدَ الآخرةِ
أجمع )(8) قال : (1)( ثم عُرِج بي حتى ظَهَرْتُ لمستوى أسمع فيه صريفَ
الأقلامِ )(1) (28)( ومررت بالملأ الأعلى )(28) (40)( عند سدرة المنتهى
عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى )(40) (3)( فلما غَشِيَها من أمرِ
الله ما غشي تغيَّرَتْ فما أحدٌ من خلقِ الله يستطيعُ أن ينعَتَها من
حُسنِها )(3) (31)( عليها السُّندُسُ والإستبرق )(31) ( وغشيها ) (6)(
الملائكةُ فَراشٌ من ذهبٍ )(6) (14)( وتحولتْ ياقوتاً أو زمرداُ أو نحو ذلك
)(14) ( وألوانٌ لا أدري ما هي ) (28)( فالتفت إلى جبريلَ عليه السلام
كأنه حِلْسٌ لاطٍ فعرفتُ فضلَ عِلمِه بالله عليَّ ، وفُتِحَ لي بابٌ من
أبوابِ السماءِ فرأيتُ النورَ الأعظمَ وإذا دونَ الحجابِ رفرفُ الدُّرِّ
والياقوت )(28) (30) ( وسمعتُ تسبيحاً في السموات )(30) (18)( ودنا الجبارُ
ربُّ العزة فتدلى حتى كان منه قابَ قوسين أو أدنى )(18) قال : ثم فُرِضَتْ
عليَّ الصلاةُ خمسينَ صلاةً كلِّ يوم (3)(
(1/11)
فأوحى الله إلي ما أوحى )(3) (32)( ثم رَفَعَ جبريلُ رأسَه ، فرأيتُه في خَلْقِه
الذي خُلِقَ عليه عندَ سدرةِ المنتهى في صورته ؛ له ستمائة جناحٍ في حلة
رفرف قد سدَّ الأفق ، ينفض من ريشه التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما الله
به عليم ، في خضر رجلاه كالدر مثل القطر على البقل )(32) (34)( ووجَدَ
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - اسمَه مكتوباً في السماءِ محمدٌ رسولُ
الله )(34) (3)( قال : فنزلت )(3) فرجعت فمررت على موسى (3)( صلى الله عليه
وسلم )(3) (18)( فاحتبسَه موسى )(18) فقال : (18)( يا محمد )(18) بما
أُمِرْتَ ؟ قلت : أمرتُ بخمسينَ صلاةً في اليوم (18)( والليلة )(18) قال :
إني عالجتُ بني إسرائيلَ قبلَكَ ، وإنَّ أمَّتَكَ لا تَستطيعُ خمسينَ صلاةً
في اليوم ، وإني والله قد جَرَّبتُ الناسَ قبلَكَ ، وعالجت بني إسرائيلَ
أشدَّ المعالجةِ ، فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ لأمتك (18)( فالتَفَتَ
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريلَ كأنه يستشيرُه في ذلك فأشارَ
إليه جبريلُ : أن نعم إن شئتَ ، فَعَلا به إلى الجبارِ تعالى )(18) قال :
فرجعت (3)( إلى ربي فقلت : يا ربِّ خفِّفْ على أمتي )(3) (18)( فإن أمتي لا
تستطيعُ هذا )(18) (3)( فحَطَّ عني خمساً ، فرجعت إلى موسى , فقلت : حطَّ
عني خمساً قال : إن أمتَكَ لا يطيقون ذلك فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ
)(3) فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرتَ ؟ قلتُ : أمرتُ
بأربعين صلاة , قال : إني قد خبرتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ
أشدَّ المعالجةِ ، فارجع إلى ربِّكَ فسَلْهُ التخفيفَ لأمتِكَ , قال :
فرجعت فوضع عني عشراً قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ فقلت :
بثلاثينَ صلاةً , قال : إن أمتك لا تستطيعُ ثلاثينَ صلاةً وإني قد خَبَرْتُ
الناسَ قبلَكَ ، وعالجت بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ فارجع إلى ربك فسله
التخفيفَ لأمتك , قال : فرجعت فوضع عني (1/12)
عشراً, قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أُمِرْتَ ؟ فقلت : أمرتُ بعشرينَ صلاةً
فقال : إن أمتك لا تستطيع ذلك ، وإني قد خبرت الناسَ قبلَك وعالجتُ بني
إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ : فارجع إلى ربك فسلْهُ التخفيفَ . قال : فرجعت
فأُمِرْتُ بعشرِ صلواتٍ كلَّ يومٍ قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرتَ ؟
فقلت : أمرتُ بعشرِ صلواتٍ , قال : إن أمتَكَ لا تستطيعُ عشرَ صلواتٍ وإني
قد خبرت الناس قبلَكَ وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة (18)( والله لقد
راودتُ بني إسرائيلَ قومي على أدنى من هذا فضعُفوا فتركوه فأمتُكَ أضعفُ
أجساداً وقلوباً وأبداناً وأبصاراً وأسماعاً )(18) ارجع إلى ربك فسلْهُ
التخفيفَ لأمتك .
(1/13)
(18)( كلُّ ذلك يلتفتُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريلَ ليشيرَ عليه
ولا يكرَهُ ذلك جبريلُ ، فرفَعَهُ فقال : يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادُهم
وقلوبهم وأسماعُهم وأبدانهم فخفِّفْ عنا )(18) قال : فرجعت فأُمِرْتُ بخمسِ
صلواتٍ كلَّ يومٍ (3)( قال يا محمد )(3) (18)( قال : لبيك وسعديك , قال :
)(18) (3)( إنهن خمس صلوات كلَّ يوم وليلة لكلِّ صلاةٍ عشرٌ فذلك خمسون
صلاة )(3) ( هي خمسٌ وهي خمسون لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ ) (18)( كما
فُرضَتْ عليك في أمِّ الكتاب ، كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالها فهي خمسونَ في
أمِّ الكتاب وهي خمسٌ عليك )(18) (3)( ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له
حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتبْ شيئاً ،
فإن عملها كتبت سيئة واحدة )(3) قال : (3)( فنزلت حتى انتهيت )(3) إلى موسى
فقال : بما أمرت ؟ قلت : (18)( خَفَّفَ عنا أعطانا بكلِّ حسنةٍ عشرَ
أمثالها )(18) أمِرْتُ بخمس صلواتٍ كلَّ يومٍ ، قال : إن أمَّتَكَ لا
تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يومٍ ، وإني قد جربت الناس قبلَك وعالجتُ بني
إسرائيلَ أشدَّ المعالجة فارجِع إلى ربك فاسأله التخفيفَ لأمتك , قلت :
سألتُ ربي حتى استحييتُ ولكن أرضى وأسلِّمُ , فلما جاوزتُ نادى منادٍ :
أمضيت فريضتي وخففتُ عن عبادي وجعلت الحسنةَ بعشرِ أمثالها . (18)( قال :
فاهبط باسمِ الله فاستيقظَ وهو في المسجد الحرام )(18) .
(6)( فأعطيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً لم يُعطَهُنَّ نبيٌّ قبلَه ؛
أعطِيَ الصلواتِ الخمسَ ، وجُعِلَتْ بخمسينَ صلاة ، وأُعطِيَ خواتيمَ سورةِ
البقرة ، وغُفِرَ لمن ماتَ لم يشرِكْ بالله من أمته شيئاً المقحمات )(6) .