حياة معاذ بن جبل لفضيلة الشيخ محمد حسان
حياة معاذ بن جبل لفضيلة الشيخ محمد حسان
السلام عليكم ورحمة الله
إن الحديث عن القدوة أمر بالغ الأهمية، خاصة ونحن نعيش في زمان قلت فيه القدوة، لذا كان حديث الشيخ حفظه الله في هذه المادة عن الصحابي الجليل: معاذ بن جبل رضي الله عنه، أعلم الأمة بالحلال والحرام، والذي أسلم وهو في الثامنة عشرة من عمره وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، إلا أنه خلال هذه الفترة القصيرة استطاع أن يسطر أمجاده المشرقة على صفحات التاريخ البيضاء، حيث أفنى حياته في الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيله، حتى أتاه اليقين من ربه.
أهمية الحديث عن القدوات
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، وما كان معه من إله، الذي لا إله إلا هو فلا خالق غيره، ولا رب سواه، المستحق لجميع أنواع العبادة ولذا قضى ألا نعبد إلا إياه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الواحد الذي لا ضد له، وهو الصمد الذي لا منازع له، وهو الغني الذي لا حاجة له، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو جبار السماوات والأرض، فلا راد لحكمه، ولا معقب لأمره، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وعبد ربه حتى لبى داعيه، وجاهد في سبيل ربه حتى أجاب مناديه، وعاش طوال أيامه ولياليه، يمشي على شوك الأسى، يخطو على جمر الكيد والعنت، يلتمس الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين، حتى علم الجاهل، وقوم المعوج، وأمنَّ الخائف، وطمأن القلق، ونشر أضواء الخير والحق والإيمان والتوحيد كما تنشر الشمس ضياءها في رابعة النهار، فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال، وأن يجمعنا دائماً أبداً في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين في جنته ومستقر رحمته إنه ولي ذلك ومولاه.
أحبتي في الله: مع أئمة الهدى ومصابيح الدجى.
أيها الأحبة: لئن كانت شمس النبوة قد أشرقت على أرض الجزيرة ، فبددت ظلام شركها، وجعلت ليلها كنهارها، فإن الصحابة كانوا النجوم التي تعلقت بتلك الشمس، ودارت في فلكها، واقتبست من نورها، فإذا بالإسلام يتحول إلى واقع منظور، وإلى مجتمع متحرك، وإن تلك النجوم لا تـزال تتألق وتشرق وتنشر نورها على الدنيا، وإن من أعظم واجباتنا أن نتتبع أخبارهم، وأن ننشر على الدنيا عبير سيرتهم العطرة، وأن نقدمهم للبشرية كلها قدوة ومُثلاً عليا؛ خاصةً وأننا نعيش زماناً قلت فيه القدوة من ناحية، واعتزت فيه الأمم والدول برجالها وقاداتها من ناحية أخرى، مع أنه لو وضع هؤلاء إلى جوار عظمائنا ورجالنا لكانوا بمثابة الشمعة التي جاءت لتضيء في حضرة الشمس في رابعة النهار، هذا إن أحسنا الظن بهم -أي بهؤلاء الذين تفخر بهم أممهم ودولهم- إذ أن البشرية اليوم تعظم وتكرم بناءً على المبادئ التي ارتضتها لنفسها، وقد اختلت عندها القيم واضطربت عندها الموازين، فقدم التافهون والفارغون والساقطون ليكونوا القدوة والمثال، وشتان شتان بين نور السها وشمس الضحى: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً [البقرة:138] نعم أيها الأحبة.
وإننا اليوم على موعد مع كوكب من كواكب المجموعة النبوية، أجل أقولها بملء فمي .. إننا اليوم على موعد مع كوكب من كواكب المجموعة النبوية الكريمة المباركة، نقدمه اليوم قدوة ومثلاً أعلى لشباب الصحوة الإسلامية بصفة خاصة ولجميع المسلمين بل والله لجميع البشرية كلها بصفة عامة، فأعيروني القلوب والأسماع لنعيش مع هذا البطل، لنعيش مع هذا الشاب.
إسلام معاذ بن جبل
إنه شاب صغير من شباب الصحابة رضي الله عنهم، شاب أسلم في الثامنة عشرة من عمره، وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، يا سبحان الله!
فمتى استطاع أن يخط على جبين الزمن هذا المجد، ومتى استطاع أن يسطر على صفحات التاريخ هذا الخلود، وهذه السيرة العطرة العبقة.
أقول: شاب أسلم في الثامنة عشرة من عمره وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، أعيروني القلوب والأسماع لنعيش مع هذا البطل، لنعيش مع هذا الشاب التقي النقي الحيي الكريم.
ففي ليلة من ليالي مكة، الليل دامس، والصمت مخيم، والظلام شامل، والسكون يضفي على الخيام في منى هيبة وإجلالاً ووقاراً، وإذ بكوكبة مضيئة من الأنصار رضي الله عنهم، يتسللون بين خيام منى تسلل القطا، يتلفتون وكأنهم قد سرقوا الإيمان سرقة، إلى أين أيها الأخيار الأطهار؟ إلى العقبة . لماذا؟ لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم.
من أجل ماذا؟ من أجل البيعة. ويلتقي هذا الصحب الكريم بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون له: على ما نبايعك يا رسول الله؟ فيقول الحبيب صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي رواه البيهقي وابن إسحاق بسند صحيح، فيقول عليه الصلاة والسلام: (تبايعوني على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب ، وعلى أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم وأزواجكم ولكم الجنة)
فيقول البراء بن معرور رضي الله عنه كما في حديث كعب بن مالك وهو حديث صحيح، يقول البراء رضي الله عنه: [والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أسرنا، فبايعنا يا رسول الله فإنا والله أهل الحرب وأهل الحلقة، ورثناها كابراً عن كابر] ويقطع القول أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه وأرضاه، فيقول للحبيب صلى الله عليه وسلم: [يا رسول الله! إن بيننا وبين القوم -أي: اليهود حبالاً- وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن أظهرك الله جل وعلا أن ترجع إلى قومك وتدعنا]. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم) فقال البراء بن معرور : [ابسط يدك يا رسول الله نبايعك] وبسط الحبيب يده الكريمة، يمينه المباركة، وامتزجت القلوب والأيدي في مهرجان حب وولاء لم ولن تعرف البشرية له مثيلاً، ومن بين هذه الأيدي الكريمة تمتد يد صغيرة وضيئة لشاب كريم المحيا، براق الثنايا، يبهر الأبصار بهدوئه وسمته، فإذا ما تكلم ازدادت الأبصار انبهاراً وتقديراً وإجلالاً واحتراماً.
هذه اليد الكريمة المباركة تمتد من وسط هذه الأيدي الكريمة لتبايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، أتدرون يد من هذه؟
إنها يد مقدام العلماء، إنها يد إمام الحكماء، إنها يد سيد الدعاة الأتقياء، إنها يد القارئ القانت، إنها يد المحب الثابت، إنها يد السهل السري، إنها يد السمح السخي، إنها يد معاذ بن جبل ، وما أدراك ما معاذ؟!
إنه الشاب الذي نقدمه اليوم لشباب الصحوة قدوة، إنه الكوكب الذي نقدمه اليوم للبشرية مثلاً أعلى، الذي أسلم في الثامنة عشرة من عمره، وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، وبالرغم من ذلك أقول: إنه خط هذا المجد على جبين الزمان، كان غرة في جبين الإسلام، وكان تاجاً بين الصحب الكرام، وكان شامة وعلامة، وكان شعلة من شعل الهداية، وكان داعية من دعاة الحق، إذا تكلم كأنما يخرج من فيه لؤلؤاً ونوراً.
تابع
عدل سابقا من قبل سجودي لله في الثلاثاء 17 يونيو - 19:19 عدل 3 مرات
حياة معاذ بن جبل لفضيلة الشيخ محمد حسان
السلام عليكم ورحمة الله
إن الحديث عن القدوة أمر بالغ الأهمية، خاصة ونحن نعيش في زمان قلت فيه القدوة، لذا كان حديث الشيخ حفظه الله في هذه المادة عن الصحابي الجليل: معاذ بن جبل رضي الله عنه، أعلم الأمة بالحلال والحرام، والذي أسلم وهو في الثامنة عشرة من عمره وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، إلا أنه خلال هذه الفترة القصيرة استطاع أن يسطر أمجاده المشرقة على صفحات التاريخ البيضاء، حيث أفنى حياته في الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيله، حتى أتاه اليقين من ربه.
أهمية الحديث عن القدوات
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، وما كان معه من إله، الذي لا إله إلا هو فلا خالق غيره، ولا رب سواه، المستحق لجميع أنواع العبادة ولذا قضى ألا نعبد إلا إياه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الواحد الذي لا ضد له، وهو الصمد الذي لا منازع له، وهو الغني الذي لا حاجة له، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو جبار السماوات والأرض، فلا راد لحكمه، ولا معقب لأمره، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وعبد ربه حتى لبى داعيه، وجاهد في سبيل ربه حتى أجاب مناديه، وعاش طوال أيامه ولياليه، يمشي على شوك الأسى، يخطو على جمر الكيد والعنت، يلتمس الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين، حتى علم الجاهل، وقوم المعوج، وأمنَّ الخائف، وطمأن القلق، ونشر أضواء الخير والحق والإيمان والتوحيد كما تنشر الشمس ضياءها في رابعة النهار، فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال، وأن يجمعنا دائماً أبداً في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين في جنته ومستقر رحمته إنه ولي ذلك ومولاه.
أحبتي في الله: مع أئمة الهدى ومصابيح الدجى.
أيها الأحبة: لئن كانت شمس النبوة قد أشرقت على أرض الجزيرة ، فبددت ظلام شركها، وجعلت ليلها كنهارها، فإن الصحابة كانوا النجوم التي تعلقت بتلك الشمس، ودارت في فلكها، واقتبست من نورها، فإذا بالإسلام يتحول إلى واقع منظور، وإلى مجتمع متحرك، وإن تلك النجوم لا تـزال تتألق وتشرق وتنشر نورها على الدنيا، وإن من أعظم واجباتنا أن نتتبع أخبارهم، وأن ننشر على الدنيا عبير سيرتهم العطرة، وأن نقدمهم للبشرية كلها قدوة ومُثلاً عليا؛ خاصةً وأننا نعيش زماناً قلت فيه القدوة من ناحية، واعتزت فيه الأمم والدول برجالها وقاداتها من ناحية أخرى، مع أنه لو وضع هؤلاء إلى جوار عظمائنا ورجالنا لكانوا بمثابة الشمعة التي جاءت لتضيء في حضرة الشمس في رابعة النهار، هذا إن أحسنا الظن بهم -أي بهؤلاء الذين تفخر بهم أممهم ودولهم- إذ أن البشرية اليوم تعظم وتكرم بناءً على المبادئ التي ارتضتها لنفسها، وقد اختلت عندها القيم واضطربت عندها الموازين، فقدم التافهون والفارغون والساقطون ليكونوا القدوة والمثال، وشتان شتان بين نور السها وشمس الضحى: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً [البقرة:138] نعم أيها الأحبة.
وإننا اليوم على موعد مع كوكب من كواكب المجموعة النبوية، أجل أقولها بملء فمي .. إننا اليوم على موعد مع كوكب من كواكب المجموعة النبوية الكريمة المباركة، نقدمه اليوم قدوة ومثلاً أعلى لشباب الصحوة الإسلامية بصفة خاصة ولجميع المسلمين بل والله لجميع البشرية كلها بصفة عامة، فأعيروني القلوب والأسماع لنعيش مع هذا البطل، لنعيش مع هذا الشاب.
إسلام معاذ بن جبل
إنه شاب صغير من شباب الصحابة رضي الله عنهم، شاب أسلم في الثامنة عشرة من عمره، وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، يا سبحان الله!
فمتى استطاع أن يخط على جبين الزمن هذا المجد، ومتى استطاع أن يسطر على صفحات التاريخ هذا الخلود، وهذه السيرة العطرة العبقة.
أقول: شاب أسلم في الثامنة عشرة من عمره وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، أعيروني القلوب والأسماع لنعيش مع هذا البطل، لنعيش مع هذا الشاب التقي النقي الحيي الكريم.
ففي ليلة من ليالي مكة، الليل دامس، والصمت مخيم، والظلام شامل، والسكون يضفي على الخيام في منى هيبة وإجلالاً ووقاراً، وإذ بكوكبة مضيئة من الأنصار رضي الله عنهم، يتسللون بين خيام منى تسلل القطا، يتلفتون وكأنهم قد سرقوا الإيمان سرقة، إلى أين أيها الأخيار الأطهار؟ إلى العقبة . لماذا؟ لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم.
من أجل ماذا؟ من أجل البيعة. ويلتقي هذا الصحب الكريم بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون له: على ما نبايعك يا رسول الله؟ فيقول الحبيب صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي رواه البيهقي وابن إسحاق بسند صحيح، فيقول عليه الصلاة والسلام: (تبايعوني على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب ، وعلى أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم وأزواجكم ولكم الجنة)
فيقول البراء بن معرور رضي الله عنه كما في حديث كعب بن مالك وهو حديث صحيح، يقول البراء رضي الله عنه: [والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أسرنا، فبايعنا يا رسول الله فإنا والله أهل الحرب وأهل الحلقة، ورثناها كابراً عن كابر] ويقطع القول أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه وأرضاه، فيقول للحبيب صلى الله عليه وسلم: [يا رسول الله! إن بيننا وبين القوم -أي: اليهود حبالاً- وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن أظهرك الله جل وعلا أن ترجع إلى قومك وتدعنا]. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم) فقال البراء بن معرور : [ابسط يدك يا رسول الله نبايعك] وبسط الحبيب يده الكريمة، يمينه المباركة، وامتزجت القلوب والأيدي في مهرجان حب وولاء لم ولن تعرف البشرية له مثيلاً، ومن بين هذه الأيدي الكريمة تمتد يد صغيرة وضيئة لشاب كريم المحيا، براق الثنايا، يبهر الأبصار بهدوئه وسمته، فإذا ما تكلم ازدادت الأبصار انبهاراً وتقديراً وإجلالاً واحتراماً.
هذه اليد الكريمة المباركة تمتد من وسط هذه الأيدي الكريمة لتبايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، أتدرون يد من هذه؟
إنها يد مقدام العلماء، إنها يد إمام الحكماء، إنها يد سيد الدعاة الأتقياء، إنها يد القارئ القانت، إنها يد المحب الثابت، إنها يد السهل السري، إنها يد السمح السخي، إنها يد معاذ بن جبل ، وما أدراك ما معاذ؟!
إنه الشاب الذي نقدمه اليوم لشباب الصحوة قدوة، إنه الكوكب الذي نقدمه اليوم للبشرية مثلاً أعلى، الذي أسلم في الثامنة عشرة من عمره، وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره، وبالرغم من ذلك أقول: إنه خط هذا المجد على جبين الزمان، كان غرة في جبين الإسلام، وكان تاجاً بين الصحب الكرام، وكان شامة وعلامة، وكان شعلة من شعل الهداية، وكان داعية من دعاة الحق، إذا تكلم كأنما يخرج من فيه لؤلؤاً ونوراً.
تابع
عدل سابقا من قبل سجودي لله في الثلاثاء 17 يونيو - 19:19 عدل 3 مرات