قصة موسى عليه السلام مع القوم الجبارين
قصة موسى عليه السلام مع القوم الجبارين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قصة موسى والقوم الجبارين
بعد أن أغرق الله فرعون ونجَّا موسى ومن معه من بني إسرائيل، سار موسى بقومه إلى بيت المقدس، وما إن جاوزوا البحر حتى وقعت أبصارهم على قوم يعبدون الأصنام، فعاودتهم طبيعتهم الوثنية، فطلبوا من موسى أن يصنع لهم آلهة. وهنا غضب عليهم موسى غضباً شديداً، ووصفهم بأنهم قوم يجهلون الحق، وبيَّن لهم فساد ما عليه المشركون، وذكَّرهم بما حباهم الله به من نعم جزيلة، توجب عليهم إفراده بالخضوع لأمره، والتسليم لمشيئته. ثم مضى موسى يستنكر عليهم هذا الطلب، ويبين لهم أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وذكَّرهم بنعمة الإنجاء من العذاب الأليم والتنكيل المهين.
في تلك الأثناء أوحى الله تعالى لموسى أن يختار من قومه اثني عشر رجلاً من أشرف من معه، وأمره أن يرسلهم إلى الأرض المقدسة؛ ليستطلعوا أحوال سكانها؛ وليعرفوا شيئاً من أخبارها. ونفذ موسى أمر ربه، وأرسل المختارين من قومه إلى الأرض المقدسة. فلما دخل النقباء الأرض المقدسة، واطلعوا على أحوال سكانها، وجدوا منهم قوة عظيمة، وأجساماً ضخمة، فعاد النقباء إلى موسى، وقالوا له: قد جئنا إلى الأرض التي بعثتنا إليها، فإذا هي في الحقيقة تدر لبناً وعسلاً، غير أن ساكينيها قوم أقوياء، ومدينتهم محصنة تحصيناً قويًّا، وأخذ كل نقيب من النقباء ينهى سبطه عن القتال، إلا اثنين منهم، فإنهما نصحا القوم بطاعة نبيهم موسى وبقتال الكنعانيين معه، ولكن بني إسرائيل عصوا أمر هذين النقيبين، وأطاعوا أمر بقية النقباء، وأصروا على عدم الجهاد، ورفعوا أصواتهم بالبكاء، وقالوا: يا ليتنا متنا في مصر، أو في هذه البرية!
وأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يصدهم عما تردوا فيه من جبن وعصيان، وأن يحملهم على قتال الجبارين، ولكنهم صموا آذانهم عن أمره، وأعرضوا عنه. ثم إن الرجلين المؤمنين، استنكرا إحجام قومهم عن الجهاد، وحرضاهم على طاعة نبيهم، ودعيا قومهما بأن يكلوا أمورهم إلى خالقهم بعد مباشرة الأسباب، وأن يعقدوا العزم على مبادرة أعدائهم بالقتال. غير أن هذه النصيحة من هذين الرجلين المؤمنين، لم تصادف من بني إسرائيل قلوباً واعية، ولا آذاناً صاغية، بل قابلوها بالتمرد والعناد، وكرروا لنبيهم موسى عليه السلام نفيهم القاطع للإقدام على دخول الأرض المقدسة، ما دام الجبارون مقيمين فيها؛ وتذرعوا بأنه لا طاقة لهم على مواجهتهم؛ لأنهم قوم أقوياء أشداء. وأخبروا موسى أنه إذا كان دخول هذه الأرض أمر يهمه، فإن عليه أن يذهب وربه لقتال سكانها الجبابرة، وإخراجهم منها. أما هم فإنهم قاعدون في مكانهم، لن يغادروه؛ لأن قتال الجبابرة لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد!
وعندما رأى موسى من قومه ما رأى من عناد وجبن، لجأ إلى ربه يشكو إليه أمرهم، ويلتمس منه أن يفرق بينه وبينهم؛ لأنهم ليسوا أهلاً لصحبته واتباعه، ثم قال مخاطباً ربه: لقد علمت يا إلهي أني لا أملك لنصرة دينك إلا أمر نفسي وأمر أخي، أما قومي فقد خرجوا عن طاعتي، وفسقوا عن أمرك، وما دام هذا شأنهم، فافصل بيننا وبينهم بقضائك العادل، فإنك أنت الحكم العدل بين العباد، وأنت أحكم الحاكمين. وأجاب سبحانه دعاء نبيه موسى عليه السلام، فأخبره أن الأرض المقدسة محرمة على هؤلاء الجبناء العصاة مدة أربعين سنة، يسيرون خلالها في الصحراء تائهين حيارى، لا يستقيم لهم أمر، ولا يستقر لهم قرار، فإن هذا جزاء كل من يعصي أمر الله، ولا يلتزم حدود شرعه.
قصة موسى عليه السلام مع القوم الجبارين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قصة موسى والقوم الجبارين
بعد أن أغرق الله فرعون ونجَّا موسى ومن معه من بني إسرائيل، سار موسى بقومه إلى بيت المقدس، وما إن جاوزوا البحر حتى وقعت أبصارهم على قوم يعبدون الأصنام، فعاودتهم طبيعتهم الوثنية، فطلبوا من موسى أن يصنع لهم آلهة. وهنا غضب عليهم موسى غضباً شديداً، ووصفهم بأنهم قوم يجهلون الحق، وبيَّن لهم فساد ما عليه المشركون، وذكَّرهم بما حباهم الله به من نعم جزيلة، توجب عليهم إفراده بالخضوع لأمره، والتسليم لمشيئته. ثم مضى موسى يستنكر عليهم هذا الطلب، ويبين لهم أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وذكَّرهم بنعمة الإنجاء من العذاب الأليم والتنكيل المهين.
في تلك الأثناء أوحى الله تعالى لموسى أن يختار من قومه اثني عشر رجلاً من أشرف من معه، وأمره أن يرسلهم إلى الأرض المقدسة؛ ليستطلعوا أحوال سكانها؛ وليعرفوا شيئاً من أخبارها. ونفذ موسى أمر ربه، وأرسل المختارين من قومه إلى الأرض المقدسة. فلما دخل النقباء الأرض المقدسة، واطلعوا على أحوال سكانها، وجدوا منهم قوة عظيمة، وأجساماً ضخمة، فعاد النقباء إلى موسى، وقالوا له: قد جئنا إلى الأرض التي بعثتنا إليها، فإذا هي في الحقيقة تدر لبناً وعسلاً، غير أن ساكينيها قوم أقوياء، ومدينتهم محصنة تحصيناً قويًّا، وأخذ كل نقيب من النقباء ينهى سبطه عن القتال، إلا اثنين منهم، فإنهما نصحا القوم بطاعة نبيهم موسى وبقتال الكنعانيين معه، ولكن بني إسرائيل عصوا أمر هذين النقيبين، وأطاعوا أمر بقية النقباء، وأصروا على عدم الجهاد، ورفعوا أصواتهم بالبكاء، وقالوا: يا ليتنا متنا في مصر، أو في هذه البرية!
وأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يصدهم عما تردوا فيه من جبن وعصيان، وأن يحملهم على قتال الجبارين، ولكنهم صموا آذانهم عن أمره، وأعرضوا عنه. ثم إن الرجلين المؤمنين، استنكرا إحجام قومهم عن الجهاد، وحرضاهم على طاعة نبيهم، ودعيا قومهما بأن يكلوا أمورهم إلى خالقهم بعد مباشرة الأسباب، وأن يعقدوا العزم على مبادرة أعدائهم بالقتال. غير أن هذه النصيحة من هذين الرجلين المؤمنين، لم تصادف من بني إسرائيل قلوباً واعية، ولا آذاناً صاغية، بل قابلوها بالتمرد والعناد، وكرروا لنبيهم موسى عليه السلام نفيهم القاطع للإقدام على دخول الأرض المقدسة، ما دام الجبارون مقيمين فيها؛ وتذرعوا بأنه لا طاقة لهم على مواجهتهم؛ لأنهم قوم أقوياء أشداء. وأخبروا موسى أنه إذا كان دخول هذه الأرض أمر يهمه، فإن عليه أن يذهب وربه لقتال سكانها الجبابرة، وإخراجهم منها. أما هم فإنهم قاعدون في مكانهم، لن يغادروه؛ لأن قتال الجبابرة لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد!
وعندما رأى موسى من قومه ما رأى من عناد وجبن، لجأ إلى ربه يشكو إليه أمرهم، ويلتمس منه أن يفرق بينه وبينهم؛ لأنهم ليسوا أهلاً لصحبته واتباعه، ثم قال مخاطباً ربه: لقد علمت يا إلهي أني لا أملك لنصرة دينك إلا أمر نفسي وأمر أخي، أما قومي فقد خرجوا عن طاعتي، وفسقوا عن أمرك، وما دام هذا شأنهم، فافصل بيننا وبينهم بقضائك العادل، فإنك أنت الحكم العدل بين العباد، وأنت أحكم الحاكمين. وأجاب سبحانه دعاء نبيه موسى عليه السلام، فأخبره أن الأرض المقدسة محرمة على هؤلاء الجبناء العصاة مدة أربعين سنة، يسيرون خلالها في الصحراء تائهين حيارى، لا يستقيم لهم أمر، ولا يستقر لهم قرار، فإن هذا جزاء كل من يعصي أمر الله، ولا يلتزم حدود شرعه.