شرح اسم من اسماء الله الحسنى ( المعز المذل )
شرح اسم من اسماء الله الحسنى ( المعز المذل )
السلام عليكم ورحمة الله
المعز المذل
قال تعالى: وتعز من تشاء وتذل من تشاء "26" (سورة آل عمران)
لأن ظواهر الكون لا تقتصر على من يملك، وإنما مع من يملك، أناس هم ملوك ظل، ومعنى (ملوك ظل) أي يتمتعون بنفوذ مؤقت، هؤلاء منهم كل الشر، يغترون
بالملك ويفعلون ما يشاءون، أو يفعل الآخرون لهم ما يأمرون به. وحين ينزع الملك لاشك أن المغلوب يعزه الله، أما الظالمون أنفسهم فيذلهم الله.
إذن: كان لابد أن يجئ بعد: تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء "26" (سورة آل عمران)
هذا القول الحق: وتعز من تشاء وتذل من تشاء .. "26" (سورة آل عمران)
لماذا؟
لأن كل ملك حوله من يتمتع بجاهه ونفوذه. فإذا ما قام سلطان وانتهى ظهروا على السطح، وهذا نشاهده كل يوم وكل عصر.
وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير "26" (سورة آل عمران)
ونلاحظ هنا أن إيتاء الملك في أعراف الناس خير، ونزع الملك في أعراف الناس شر، ولهذا نقول: إن نزع الملك شر على من خلع منه، ولكنه خير لمن؟ لمن أوتي الملك، وقد يكون خيراً لمن نزع منه الملك أيضاً. لأن الله حين ينزع منه الملك أو ينزعه من الملك يخفف عليه مئونة ظلمه، فلو كان ذلك الملك المخلوع عاقلاً لتقبل ذلك، وقال: إن الله يريد أن يخلصني لنفسه لعلي أتوب.
إذن: فلو نظرت إلي الجزئيات في الأشخاص، ونظرت إلي الكليات في العموم وجدت أن ما يجري في كون الله من إتيان الملك، وما يتبعه من إعزاز. ونزع الملك وما يتبعه من إذلال، كل ذلك ظاهرة خير في الوجود، ولذلك لم يكن الأمر كما قال بعض العلماء لابد أن نقدر أن (بيدك الخير) تتضمن أيضاً أن بيدك الشر، وأن الله لم يأتي بالشر هنا، حتى لا ينسبه إلي يده.
لهذا القول نقول: لا لو نظرت إلي مجريات الأمور بدقة، فمادام الله هو الذي يؤتي، ومادام الله هو الذي ينزع، ومادام الله هو الذي يعز، ومادام الله هو الذي يذل فلابد أن يكون كل ذلك صور الخير في الوجود. لذلك لابد أن نقول كما قال الله سبحانه وتعالى: بيدك الخير إنك على كل شيء قدير "26" (سورة آل عمران)
إن إيتاء الملك عملية تحتاج إلي تحضير بشري، وبأسباب بشرية، وأحياناً يكون الوصول إلي الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية أو السياسية. وكذلك نزع الملك يحتاج إلي نفس الجهد، إن الحق سبحانه وتعالى يبين لنا أن هذا ليس بأمر صعب على قدرته اللانهائية، لأنه سبحانه لا يتناول الأفعال بعلاج أو بعمل، إنما يقول "كن" فتنفعل الأشياء لإرادته سبحانه. الحق سبحانه وتعالى طلب منا حين نبدأ في قراءة القرآن، وفي كل عمل أن نبدأه بسم الله الرحمن الرحيم، باسم الله لأنه هو الذي سخر لنا كل الأشياء ولولا تسخيرها لنا لما استطعنا أن نسخرها لأنفسنا.
وإذا كان بعض الناس لا يفطن إلي تسخير الله لما في الكون، فالله سبحانه وتعالى يذكرنا بذلك دائماً، حتى لا ننسى، ولكن لماذا ننسى؟ لأن رتابة الأشياء تجعلنا نحس بأنها حق مكتسب لنا في الحياة، فالشمس تشرق كل صباح ولكن من منا يفكر ساعة شروق الشمس أن الله سبحانه وتعالى قد سخرها لنا سبيلاً من سبل الحياة في الكون. فنحن نرى الشمس كل يوم ولا نحس إلا أن ذلك هو من رتابة الكون ونظامه دون أي تفكير، ولو أن الإنسان فكر لحظة واحدة في أن هذه الشمس التي تشرق كل صباح نعمة من نعم الله التي سخرها لعباده وأنه لا أحد يستطيع أن يسخر الشمس للخلق، تشرق كل يوم بإذن ربها لتذكره بنعمة الله عليه وتسخيرها له.
وكذلك القمر. وكذلك النجوم، وكذلك الأرض، وكل ما تعطي من عطاء البشر، الأرض التي ذللها الله سبحانه وتعالى للإنسان، وكذلك الأنعام التي تدر لنا الألبان، ونستخدمها في أشياء كثيرة ولكن الإنسان ينسى هذا. فإذا ركب الطفل الصغير حصاناً أو جملاً فإننا نقول إن الطفل يقود الجمل. ذلك ما يقال في الدنيا مجازاً، ولكن الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى قد ذلل الحصان أو الجمل للإنسان فاستطاع هذا الطفل أن يقوده. ذلك أن هذا الحصان أو هذا الجمل هو أقوى من الطفل عشرات المرات، ويستطيع أن يتغلب عليه ويفتك به، ولكنك تجده مع ذلك طائعاً ذليلاً للإنسان.
هذه الطاعة ليست للبشر، وإنما لأمر الله في التسخير للبشر. فهذا الجمل أو الحصان لا يخضع للطفل الصغير خوفاً منه، ولا عن عدم قدرة، وإنما يخضع له لأن الله أمره أن يخضع ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى أراد أن يلفتنا إلي هذه النعمة في الكون، فجاء بعض الحيوانات التي خلقها الله ولم يجعلها مذللة للإنسان، بل تركها غير مسخرة له.
جاء الله في الكون بعدد هائل من الحيوانات، أخضعها للبشر وذللها لهم، وبعدد قليل منها لم يذلله مثل الثعبان والعقرب، والحيوانات المفترسة التي يخشاها الإنسان ويخافها، لأنها تلحق الضرر به. ورغم مرور مئات الألوف من السنين وربما ملايين السنين، فإن هذه الحيوانات ظلت لا تخضع للبشر، ولا يستطيع إنسان أن يستأنسها ويستخدمها. فلا تجد إنساناً مثلاً يستطيع أن يستخدم الأسد في جر المحراث أو حراسة الأرض، أو يستطيع أن يستخدم النمر في إدارة الساقية، رغم أهما اقوى من البقر، لماذا؟
حتى إذا جاء إنسان وجادل وقال: أنا سخرت هذا واستخدمته لنفسي، وذللته فإننا نقول له: إذا كنت قد فعلت ذلك، فذلل لنا العقرب وابعد عنا سمها وذلل لنا الثعبان أو الأسد أو النمر، إلي غير ذلك من الحيوانات غير المذللة للبشر، حينئذ سيعجز تماماً. إذن أنت لم تستطع أن تذلل العقرب على ضآلة شأنه والثعبان على صغر حجمه، فكيف تستطيع أن تذلل الجمل أو الحصان على قوتهما وكبر حجمهما، وقدرتهما على الفتك بك؟
إنك لم تذللهما، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي سخرهما لك، والدليل قدمناه على أن بعض الناس يثيرون هنا نقطة هامة، فالحيوانات المفترسة يأتون بها إلي السيرك، ويقوم الإنسان بواسطة الكرباج أو التخويف بتدريبها بحيث تطيعه. أفلا يعتبر هذا تذليلاً؟ نقول لهؤلاء: لا؛ لا يعتبر هذا تذليلاً؛ لأن هذه حالة فردية تتوقف على مهارة المدرب وموهبته وإخضاعه للأسد الذي أمامه فقط، وفي كثير من الأحيان يقوم الأسد بافتراس مدربه. ولكن، هل يستطيع مدرب أن ينقل هذا إلي جنس السود عامة؟ وهل استئناس هذا الأسد ـ إذا كان يصح أن يقال إنه استئناس ـ ينتقل إلي ذريته، بحيث تولد هذه الذرية خاضعة للبشر؟
الجواب: طبعاً لا. إذن: لا هو استئناس للجنس على إطلاقه، ولا هو استئناس ينطلق إلي ذرية نفس النوع. ولكنها حالة فردية لا يمكن القياس عليها. وكما قلت في أحيان كثيرة: قد يفترس الأسد مدربه، وبذلك ينهدم القول بالاستئناس. إذن: فكل ما يحدث بالنسبة لاستئناس حيوانات مفترسة هو حالات فردية، تتوقف على مهارة المدرب.
فإذا فقد المدرب مهارته أو غفل عنها لحظة أفترسه الأسد أو النمر، ولكن الله سبحانه قد أطلق لنا الحيوانات على إطلاقها. فكل بقرة تولد ذلولاً، وكل جمل يأتي إلي هذه الدنيا هو خاضع للبشر مذلل له، وكل حصان يستطيع الطفل الصغير إذا دربته أن يقوده. وهذه ليست حالات فردية، ولكنها عامة تخضع لعموم التكليف، وتنتقل وراثياً من الأب والأم إلي الجنس كله، وهذا هو التذليل الحقيقي، والتسخير الذي يحمل آية من آيات الله للبشر. ولنعلم أن للعزة مقومات يقول سبحانه: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. "8" (سورة المنافقون)
بشرط أن يكون الإنسان صادقاً مع الله ومع الناس ومع النفس. أميناً مع الله، ومع الناس، ومع النفس. محاولاً في تحقيق منهج الله. تقياً يحمل قلباً طاهراً. ونفساً زكية، وعقلاً مفكراً، وروحاً تحب الحق والخير والسلام
شرح اسم من اسماء الله الحسنى ( المعز المذل )
السلام عليكم ورحمة الله
المعز المذل
قال تعالى: وتعز من تشاء وتذل من تشاء "26" (سورة آل عمران)
لأن ظواهر الكون لا تقتصر على من يملك، وإنما مع من يملك، أناس هم ملوك ظل، ومعنى (ملوك ظل) أي يتمتعون بنفوذ مؤقت، هؤلاء منهم كل الشر، يغترون
بالملك ويفعلون ما يشاءون، أو يفعل الآخرون لهم ما يأمرون به. وحين ينزع الملك لاشك أن المغلوب يعزه الله، أما الظالمون أنفسهم فيذلهم الله.
إذن: كان لابد أن يجئ بعد: تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء "26" (سورة آل عمران)
هذا القول الحق: وتعز من تشاء وتذل من تشاء .. "26" (سورة آل عمران)
لماذا؟
لأن كل ملك حوله من يتمتع بجاهه ونفوذه. فإذا ما قام سلطان وانتهى ظهروا على السطح، وهذا نشاهده كل يوم وكل عصر.
وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير "26" (سورة آل عمران)
ونلاحظ هنا أن إيتاء الملك في أعراف الناس خير، ونزع الملك في أعراف الناس شر، ولهذا نقول: إن نزع الملك شر على من خلع منه، ولكنه خير لمن؟ لمن أوتي الملك، وقد يكون خيراً لمن نزع منه الملك أيضاً. لأن الله حين ينزع منه الملك أو ينزعه من الملك يخفف عليه مئونة ظلمه، فلو كان ذلك الملك المخلوع عاقلاً لتقبل ذلك، وقال: إن الله يريد أن يخلصني لنفسه لعلي أتوب.
إذن: فلو نظرت إلي الجزئيات في الأشخاص، ونظرت إلي الكليات في العموم وجدت أن ما يجري في كون الله من إتيان الملك، وما يتبعه من إعزاز. ونزع الملك وما يتبعه من إذلال، كل ذلك ظاهرة خير في الوجود، ولذلك لم يكن الأمر كما قال بعض العلماء لابد أن نقدر أن (بيدك الخير) تتضمن أيضاً أن بيدك الشر، وأن الله لم يأتي بالشر هنا، حتى لا ينسبه إلي يده.
لهذا القول نقول: لا لو نظرت إلي مجريات الأمور بدقة، فمادام الله هو الذي يؤتي، ومادام الله هو الذي ينزع، ومادام الله هو الذي يعز، ومادام الله هو الذي يذل فلابد أن يكون كل ذلك صور الخير في الوجود. لذلك لابد أن نقول كما قال الله سبحانه وتعالى: بيدك الخير إنك على كل شيء قدير "26" (سورة آل عمران)
إن إيتاء الملك عملية تحتاج إلي تحضير بشري، وبأسباب بشرية، وأحياناً يكون الوصول إلي الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية أو السياسية. وكذلك نزع الملك يحتاج إلي نفس الجهد، إن الحق سبحانه وتعالى يبين لنا أن هذا ليس بأمر صعب على قدرته اللانهائية، لأنه سبحانه لا يتناول الأفعال بعلاج أو بعمل، إنما يقول "كن" فتنفعل الأشياء لإرادته سبحانه. الحق سبحانه وتعالى طلب منا حين نبدأ في قراءة القرآن، وفي كل عمل أن نبدأه بسم الله الرحمن الرحيم، باسم الله لأنه هو الذي سخر لنا كل الأشياء ولولا تسخيرها لنا لما استطعنا أن نسخرها لأنفسنا.
وإذا كان بعض الناس لا يفطن إلي تسخير الله لما في الكون، فالله سبحانه وتعالى يذكرنا بذلك دائماً، حتى لا ننسى، ولكن لماذا ننسى؟ لأن رتابة الأشياء تجعلنا نحس بأنها حق مكتسب لنا في الحياة، فالشمس تشرق كل صباح ولكن من منا يفكر ساعة شروق الشمس أن الله سبحانه وتعالى قد سخرها لنا سبيلاً من سبل الحياة في الكون. فنحن نرى الشمس كل يوم ولا نحس إلا أن ذلك هو من رتابة الكون ونظامه دون أي تفكير، ولو أن الإنسان فكر لحظة واحدة في أن هذه الشمس التي تشرق كل صباح نعمة من نعم الله التي سخرها لعباده وأنه لا أحد يستطيع أن يسخر الشمس للخلق، تشرق كل يوم بإذن ربها لتذكره بنعمة الله عليه وتسخيرها له.
وكذلك القمر. وكذلك النجوم، وكذلك الأرض، وكل ما تعطي من عطاء البشر، الأرض التي ذللها الله سبحانه وتعالى للإنسان، وكذلك الأنعام التي تدر لنا الألبان، ونستخدمها في أشياء كثيرة ولكن الإنسان ينسى هذا. فإذا ركب الطفل الصغير حصاناً أو جملاً فإننا نقول إن الطفل يقود الجمل. ذلك ما يقال في الدنيا مجازاً، ولكن الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى قد ذلل الحصان أو الجمل للإنسان فاستطاع هذا الطفل أن يقوده. ذلك أن هذا الحصان أو هذا الجمل هو أقوى من الطفل عشرات المرات، ويستطيع أن يتغلب عليه ويفتك به، ولكنك تجده مع ذلك طائعاً ذليلاً للإنسان.
هذه الطاعة ليست للبشر، وإنما لأمر الله في التسخير للبشر. فهذا الجمل أو الحصان لا يخضع للطفل الصغير خوفاً منه، ولا عن عدم قدرة، وإنما يخضع له لأن الله أمره أن يخضع ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى أراد أن يلفتنا إلي هذه النعمة في الكون، فجاء بعض الحيوانات التي خلقها الله ولم يجعلها مذللة للإنسان، بل تركها غير مسخرة له.
جاء الله في الكون بعدد هائل من الحيوانات، أخضعها للبشر وذللها لهم، وبعدد قليل منها لم يذلله مثل الثعبان والعقرب، والحيوانات المفترسة التي يخشاها الإنسان ويخافها، لأنها تلحق الضرر به. ورغم مرور مئات الألوف من السنين وربما ملايين السنين، فإن هذه الحيوانات ظلت لا تخضع للبشر، ولا يستطيع إنسان أن يستأنسها ويستخدمها. فلا تجد إنساناً مثلاً يستطيع أن يستخدم الأسد في جر المحراث أو حراسة الأرض، أو يستطيع أن يستخدم النمر في إدارة الساقية، رغم أهما اقوى من البقر، لماذا؟
حتى إذا جاء إنسان وجادل وقال: أنا سخرت هذا واستخدمته لنفسي، وذللته فإننا نقول له: إذا كنت قد فعلت ذلك، فذلل لنا العقرب وابعد عنا سمها وذلل لنا الثعبان أو الأسد أو النمر، إلي غير ذلك من الحيوانات غير المذللة للبشر، حينئذ سيعجز تماماً. إذن أنت لم تستطع أن تذلل العقرب على ضآلة شأنه والثعبان على صغر حجمه، فكيف تستطيع أن تذلل الجمل أو الحصان على قوتهما وكبر حجمهما، وقدرتهما على الفتك بك؟
إنك لم تذللهما، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي سخرهما لك، والدليل قدمناه على أن بعض الناس يثيرون هنا نقطة هامة، فالحيوانات المفترسة يأتون بها إلي السيرك، ويقوم الإنسان بواسطة الكرباج أو التخويف بتدريبها بحيث تطيعه. أفلا يعتبر هذا تذليلاً؟ نقول لهؤلاء: لا؛ لا يعتبر هذا تذليلاً؛ لأن هذه حالة فردية تتوقف على مهارة المدرب وموهبته وإخضاعه للأسد الذي أمامه فقط، وفي كثير من الأحيان يقوم الأسد بافتراس مدربه. ولكن، هل يستطيع مدرب أن ينقل هذا إلي جنس السود عامة؟ وهل استئناس هذا الأسد ـ إذا كان يصح أن يقال إنه استئناس ـ ينتقل إلي ذريته، بحيث تولد هذه الذرية خاضعة للبشر؟
الجواب: طبعاً لا. إذن: لا هو استئناس للجنس على إطلاقه، ولا هو استئناس ينطلق إلي ذرية نفس النوع. ولكنها حالة فردية لا يمكن القياس عليها. وكما قلت في أحيان كثيرة: قد يفترس الأسد مدربه، وبذلك ينهدم القول بالاستئناس. إذن: فكل ما يحدث بالنسبة لاستئناس حيوانات مفترسة هو حالات فردية، تتوقف على مهارة المدرب.
فإذا فقد المدرب مهارته أو غفل عنها لحظة أفترسه الأسد أو النمر، ولكن الله سبحانه قد أطلق لنا الحيوانات على إطلاقها. فكل بقرة تولد ذلولاً، وكل جمل يأتي إلي هذه الدنيا هو خاضع للبشر مذلل له، وكل حصان يستطيع الطفل الصغير إذا دربته أن يقوده. وهذه ليست حالات فردية، ولكنها عامة تخضع لعموم التكليف، وتنتقل وراثياً من الأب والأم إلي الجنس كله، وهذا هو التذليل الحقيقي، والتسخير الذي يحمل آية من آيات الله للبشر. ولنعلم أن للعزة مقومات يقول سبحانه: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. "8" (سورة المنافقون)
بشرط أن يكون الإنسان صادقاً مع الله ومع الناس ومع النفس. أميناً مع الله، ومع الناس، ومع النفس. محاولاً في تحقيق منهج الله. تقياً يحمل قلباً طاهراً. ونفساً زكية، وعقلاً مفكراً، وروحاً تحب الحق والخير والسلام