المسيح وتاريخ الميلاد المزيف
المسيح وتاريخ الميلاد المزيف
حيرة قديمة و تساؤلات لم أكن أجد لها جواب
إن من يقرأ كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
و يطلع على كتب أهل التفسير و الحديث
ثم يتبع ذلك متوسعا في كتب التاريخ و كتب أهل الكتاب
لا بد أن يقف متحيرا في ما يخص الجانب التاريخي
للأحداث الماضية
و التي سبقت الإسلام بقرون
و أكثر هذه الأحداث ضبابية تجده في الفترة التي ولدت فيه النصرانية المبرمجة كما نقرأها في كتب التاريخ
و أقصد الفترة يفترض أن نبي الله عيسى عليه السلام قد بعث فيها
إلى بني إسرائيل
ثم إخفاء كل النصوص التي تحتوي على حقيقة هذه الحقبة الهامة
كيف استطاع اليهود تزوير هذه الفترة دون أن يتركوا وراءهم
قصاصة تشير إلى حقيقة رسالة عيسى عليه السلام ؟؟؟؟
في زمن أنتشر فيه العلم و كثر كتاب التأريخ ؟؟؟؟
ثم كيف استطاع اليهود تزييف كل كتبهم لتأتي متناغمة مع هذا التزييف الكلي للتاريخ ؟؟؟؟
لماذا لا تحتوي إسفار بني إسرائيل على كتاب لنبي الله يحيى عليه السلام ؟؟؟؟
و لماذا تمتلك الصابئة كتاب تنسبه ليحي عليه السلام ؟؟؟
علما أن القرآن قد ساوى بين الصابئة و اليهود و النصارى
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ
صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة
أين هو كتاب النبي زكريا والد يحيى عليهما السلام ؟؟؟
لماذا لم تتطرق كتب بني إسرائيل إلى حياتهم ؟؟؟
هل هناك نبي اسمه زكريا جاء قبل الميلاد بخمس قرون
وهل زكريا والد يحيى عليه السلام مجرد كاهن ؟؟؟؟
دعونا نبدأ بزمن نبي الله زكريا عليه السلام
لا يختلف مسلمان على أن نبوة زكريا والد النبي يحيى عليهما السلام
قد كانت تسبق مجيء المسيح عليه السلام بمدة بسيطة جدا
فميلاد النبي يحيى مزامن لميلاد النبي عيسى عليهما السلام
لكن الغريب أن كتب اليهود لم تتحدث عن زكريا والد يحيى عليه السلام
بل هي لم تتحدث عن نبي الله يحيى عليه السلام
أناجيل النصارى ذكرت يحيى عليه السلام
و لم تذكر والده زكريا باستثناء ما يسمى بانجيل لوقا
حيث جاء في بدايته
5كانَ في أيّامِ هيرودُسَ مَلِكِ اليهوديَّةِ كاهنِ مِنْ فِرقَةِ أبـيَّا
اَسمُهُ زكَرِيَّا، لَهُ زوجةِ مِنْ سُلالَةِ هرونَ اَسمُها أليصابات.
6وكانَ زكَرِيَّا وأليصاباتُ صالحَيْنِ عِندَ الله، يَتبَعانِ جميعَ
أحكامِهِ ووصاياهُ، ولا لومَ علَيهِما. 7وما كانَ لَهُما ولَدٌ، لأنَّ
أليصاباتَ كانَت عاقِرًا، وكانَت هيَ وزكَرِيَّا كبـيرَينِ في السِّنِّ.
إنجيل لوقا الإصح الأول
لكن أليس غريب أن يقال أن زكريا عليه السلام مجرد كاهن صالح فقط
كيف تغفل كتب بني إسرائيل و كتب النصارى الحديث عن والد يحيى عليه السلام
و هو النبي الذي عاصر عيسى عليه السلام
و كيف تغفل الحديث عنه و هو الذي كفل مريم عليها السلام
لقد ورد في كتبهم الكثير من القصص السمجة و لم يغفلوا عن أدق تفاصيلها
فكيف يغفلوا تفاصيل مرحلة هامة كالفترة التي ولد فيها عيسى
لقد كانت ولادة عيسى عليه السلام أية من آيات الله
أمرأة تلد من غير زوج و تأتي أهلها حاملة ذلك المولود المبارك
ليعلن و هو ما زال في المهد بأنه عبد الله و رسوله
بسم الله الرحمن الرحيم
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً
فَرِيّاً (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا
كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ
نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي
مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا
دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً
شَقِيّاً (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ
وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ
الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34 ) مريم
هل يعقل أن تمر مثل هذه الحادثة و بكل حيثياتها هكذا
و لا يذكرها أي رجل من اليهود كدليل على صدق نبوة عيسى عليه السلام
إذن ما الفائدة من هذه الآية طالما أن أناجيل النصارى مجمعة على أنه لم يعلم أحد بهذه المعجزة الربانية
سوى مريم و زوجها فيما بعد يوسف النجار
و هذا ما تكذبه الآيات القرآنية السابقة
عيسى ولد في مجتمع يهودي ولادة عجيبة غير مسبوقة
كانت ولادته آية و الآية لا بد لها من أن تكون علنية لا سرية ليؤمن بها من يعاينها
و قد تجلت الآية بحديث الطفل أمام مجمع الكهنة الذي راح يحاكم مريم
مضيفا المزيد من البراهين على أن عيسى نبي بني إسرائيل القادم
و هذا يفرض على الجميع اليقظة و الترقب و ليس النسيان و الإنكار عند إتمام الأمر
القرآن الكريم يبين لنا أن المجتمع اليهودي أنقسم إلى قسمين عند إعلان نبوة عيسى عليه السلام
قسم آمن و صدق و أنتصر و قسم كفر و خسر و كبت و أنهزم
إذن : الصور الباهتة في أناجيل النصارى لنبي الله عيسى هي من صنع شياطين الإنس و الجن
حيث تصوره كفيلسوف يوناني أكثر من كونه نبي عبراني
تنتهي حياته على لوح من الخشب بعد أن يهان و يبصق في وجهه
قاتلهم الله على هذه الفرية
لكن السؤال الآن : كيف تبخرت كل هذه الحقائق ؟؟؟
من المسئول عن رسم هذه الصورة البالية لنبي الله عيسى ؟؟؟
و إذا افترضنا أن اليهود أخفوها نكاية بعيسى و أمه
فلماذا أغفلها النصارى في أناجيلهم
قد يقول قائل أن قسطنطين قد أحرق الأنجيل الصحيح و لم يبقى إلا المزور
لكن هناك أناجيل أخرى لم تصلها يد الحرق عاصرت تلك الأناجيل
و لم تخرج عن الرواية المزيفة لولادة عيسى و بداية نشأته
حتى أنجيل برنابا لم يخرج عن ذات القصة و ذات الأسلوب
هل يعقل أن ينسى كتاب كالإنجيل في مدة قصيرة
أين نحن من قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى
عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)
إذن عيسى عليه السلام أنشق عمن كفر من بني إسرائيل و أعلن الحرب عليهم و انتهت المعركة
بنصر المؤمنين على من كفر سواء كان ذلك بوجود عيسى عليه السلام أو بعد أن رفعه الله
أما التاريخ المزيف فلا يعلن الظهور الحقيقي للنصرانية قبل دخول قسطنطين الوثني في دينهم في نهاية القرن الرابع
و إقرارهم للوثنية في عقيدة النصارى قاتلهم الله
فهل يعقل أن نعتبر التثليث الذي أصبح دين الدولة الرومانية هو الظهور الذي تحدثنا عنه الآيات السابقات
كلا بالطبع عيسى و أتباعه ظهروا في بني إسرائيل قرون
حتى استطاع اليهود و من ورائهم الأمم الوثنية من اليهود و اليونان تأسيس تاريخ مزيف لهذا الدين يبدأ
متأخرا عن التاريخ الحقيقي ببضع قرون
و هذا هو الذي مكنهم من صياغة نسخ من التوراة تتناغم مع هذا التاريخ المزيف
و التي أصبحت بعد طول زمان و حرب على حاملي العقيدة الصحيحة
أصبحت النسخ المزورة هي الأصح لأن التاريخ لم يحمل لنا سواها
نسب زكريا عليه السلام
قلنا أن اليهود لا يعترفون بوجود نبي في الفترة الزمنية التي ولد فيها المسيح و
يحيى عليهما السلام بل حتى ليس لديهم أي نبي خلال القرون الثلاث التي تسبق الميلاد تقريبا
هناك نبي اسمه زكريا بن برخيا بن عدو يغتبر اليهود أن الله قد أرسله لليهود العائدين من السبي البابلي
له كتاب رئوي يتحدث فيه عن الأحداث القادمة عبر رؤى يراها النبي زكريا و يفسرها له ملك مرسل من عند الله
يعتبر اليهود أن النبي زكريا و حجي هما آخر أنبياء بني إسرائيل حيث جاء في تلمودهم
: "بعد كتابات الأنبياء الأخيرين حجي وزكريا وملاخي، فارَقَ الروحُ القدس إسرائيل
و زكريا و حجي مجيئهم في القرن السادس قبل الميلاد
جاء في مقدمة سفر زكريا
كان زكريا النبي معاصراً لحجي النبي وقد سجل لنا هذا الكتاب بإرشاد من روح
الله في مستهل سنة 520ق.م. إذ أرسله الله للمسبيين العائدين من المنفى
ليشجعهم على عبادة الله من غير خوف
إذن زكريا النبي أسمه زكريا بن برخيا
فهل هو والد يحيى عليه السلام أم نبي أخر ؟؟؟
ماذا تقول كتب التفسير و الأثر
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في كتابه التاريخ المشهور الحافل زكريا
بن برخيا ويقال زكريا بن دان يقال زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن حشبان
بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخيا بن بلعاطة بن ناحور بن شلوم
بن بهفاشاط بن اينا من ابن رحبعام بن سليمان بن داود أبو يحيى النبي عليه
السلام من بني إسرائيل دخل البثينة من أعمال دمشق في طلب ابنه يحيى وقيل
انه كان بدمشق حين قتل ابنه يحيى والله أعلم وقد قيل غير ذلك في نسبه
ويقال فيه زكريا بالمد وبالقصر ويقال زكرى أيضا
البداية و النهاية لابن كثير
ثم اختلف في مقتل يحيى بن زكريا هل كان في المسجد الأقصى
أم بغيره على قولين فقال الثوري عن
الأعمش عن شمر بن عطية قال قتل على الصخرة التي ببيت المقدس سبعون نبيا
منهم يحيى بن زكريا عليه السلام وقال أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا
عبدالله بن صالح عن الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال قدم بخت
نصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي فسأل عنه فأخبروه فقتل على دمه
سبعين ألفا فسكن وهذا اسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب
وهو يقتضي أنه قتل بدمشق وان قصة بخت نصر كانت بعد المسيح
كما قاله عطاء والحسن البصري فالله أعلم وروى
الحافظ ابن عساكر من طريق الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال رأيت رأس
يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق أخرج من تحت ركن من أركان القبلة
الذي يلي المحراب مما يلي الشرق فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير وفي
رواية كأنما قتل الساعة وذكر في بناء مسجد دمشق أنه جعل تحت العمود
المعروف بعمود السكاسكة فالله أعلم وقد روى الحافظ ابن عساكر في المستقصي
في فضائل الأقصى من طريق العباس بن صبح عن مروان عن سعيد بن عبدالعزيز عن
قاسم مولى معاوية قال كان ملك هذه المدينة يعني دمشق هداد بن بدد وكان قد
زوج ابنه بابنة أخيه أريل ملكة صيدا وقد كان من جملة أملاكها سوق الملوك
بدمشق وهو الصاغة العتيقة قال وكان قد حلف بطلاقها ثلاثا ثم أنه أراد
مراجعتها فاستفتى يحيى بن زكريا فقال لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك فحقدت
عليه وسألت من الملك رأس يحيى بن زكريا وذلك بإشارة أمها فأبى عليها ثم
أجابها إلى ذلك وبعث إليه وهو قائم يصلي بمسجد جيرون من أتاه برأسه في
صينية فجعل الرأس يقول له لا تحل له لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فأخذت
المرأةالطبق فحملته على رأسها وأتت به أمها وهو يقول كذلك فلما تمثلت بين
يدي أمها خسف بها إلى قدميها ثم الى حقويها وجعلت أمها تولول والجواري
يصرخن ويلطمن وجوههن ثم خسف بها إلى منكبيها فأمرت أمها السياف أن يضرب
عنقها لتتسلى برأسها ففعل فلفظت الأرض جثتها عند ذلك ووقعوا في الذل
والفناء ولم يزل دم يحيى يفور حتى قدم بخت نصر فقتل عليه خمسة وسبعين ألفا
قال سعيد بن عبدالعزيز وهي دية
دم كل نبي ولم يزل يفور حتى وقف عنده
أرميا عليه السلام فقال أيها الدم أفنيت بني إسرائيل فاسكن بإذن الله فسكن
فرفع السيف وهرب من هرب من أهل دمشق إلى بيت المقدس فتبعهم اليها فقتل خلقا
كثيرا لا يحصون لكثرتهم ثم سبا منهم من سبا ثم رجع عنهم
الآن الآثار السابقة تؤكد أمرين
الأول أن زكريا أبو النبي يحيى هو النبي زكريا بن برخيا صاحب سفر النبي زكريا
الموجود في كتب بني إسرائيل الأمر
الثاني : أن بختنصر ملك بابل قد سبا اليهود بعد قتلهم لنبي الله يحيى و
بالتالي فما يعرف بالسبي البابلي كان قد وقع بعد مجيء نبي الله عيسى عليه
السلام و هذا يقتضي أن
عيسى عليه السلام قد ولد قبل الميلاد المزيف بقرابة الخمسة قرون لأنه
معلوم تاريخيا أن مملكة بابل قد سقطت بأيدي الفرس في القرن السادس قبل الميلاد
المسيح وتاريخ الميلاد المزيف
حيرة قديمة و تساؤلات لم أكن أجد لها جواب
إن من يقرأ كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
و يطلع على كتب أهل التفسير و الحديث
ثم يتبع ذلك متوسعا في كتب التاريخ و كتب أهل الكتاب
لا بد أن يقف متحيرا في ما يخص الجانب التاريخي
للأحداث الماضية
و التي سبقت الإسلام بقرون
و أكثر هذه الأحداث ضبابية تجده في الفترة التي ولدت فيه النصرانية المبرمجة كما نقرأها في كتب التاريخ
و أقصد الفترة يفترض أن نبي الله عيسى عليه السلام قد بعث فيها
إلى بني إسرائيل
ثم إخفاء كل النصوص التي تحتوي على حقيقة هذه الحقبة الهامة
كيف استطاع اليهود تزوير هذه الفترة دون أن يتركوا وراءهم
قصاصة تشير إلى حقيقة رسالة عيسى عليه السلام ؟؟؟؟
في زمن أنتشر فيه العلم و كثر كتاب التأريخ ؟؟؟؟
ثم كيف استطاع اليهود تزييف كل كتبهم لتأتي متناغمة مع هذا التزييف الكلي للتاريخ ؟؟؟؟
لماذا لا تحتوي إسفار بني إسرائيل على كتاب لنبي الله يحيى عليه السلام ؟؟؟؟
و لماذا تمتلك الصابئة كتاب تنسبه ليحي عليه السلام ؟؟؟
علما أن القرآن قد ساوى بين الصابئة و اليهود و النصارى
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ
صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة
أين هو كتاب النبي زكريا والد يحيى عليهما السلام ؟؟؟
لماذا لم تتطرق كتب بني إسرائيل إلى حياتهم ؟؟؟
هل هناك نبي اسمه زكريا جاء قبل الميلاد بخمس قرون
وهل زكريا والد يحيى عليه السلام مجرد كاهن ؟؟؟؟
دعونا نبدأ بزمن نبي الله زكريا عليه السلام
لا يختلف مسلمان على أن نبوة زكريا والد النبي يحيى عليهما السلام
قد كانت تسبق مجيء المسيح عليه السلام بمدة بسيطة جدا
فميلاد النبي يحيى مزامن لميلاد النبي عيسى عليهما السلام
لكن الغريب أن كتب اليهود لم تتحدث عن زكريا والد يحيى عليه السلام
بل هي لم تتحدث عن نبي الله يحيى عليه السلام
أناجيل النصارى ذكرت يحيى عليه السلام
و لم تذكر والده زكريا باستثناء ما يسمى بانجيل لوقا
حيث جاء في بدايته
5كانَ في أيّامِ هيرودُسَ مَلِكِ اليهوديَّةِ كاهنِ مِنْ فِرقَةِ أبـيَّا
اَسمُهُ زكَرِيَّا، لَهُ زوجةِ مِنْ سُلالَةِ هرونَ اَسمُها أليصابات.
6وكانَ زكَرِيَّا وأليصاباتُ صالحَيْنِ عِندَ الله، يَتبَعانِ جميعَ
أحكامِهِ ووصاياهُ، ولا لومَ علَيهِما. 7وما كانَ لَهُما ولَدٌ، لأنَّ
أليصاباتَ كانَت عاقِرًا، وكانَت هيَ وزكَرِيَّا كبـيرَينِ في السِّنِّ.
إنجيل لوقا الإصح الأول
لكن أليس غريب أن يقال أن زكريا عليه السلام مجرد كاهن صالح فقط
كيف تغفل كتب بني إسرائيل و كتب النصارى الحديث عن والد يحيى عليه السلام
و هو النبي الذي عاصر عيسى عليه السلام
و كيف تغفل الحديث عنه و هو الذي كفل مريم عليها السلام
لقد ورد في كتبهم الكثير من القصص السمجة و لم يغفلوا عن أدق تفاصيلها
فكيف يغفلوا تفاصيل مرحلة هامة كالفترة التي ولد فيها عيسى
لقد كانت ولادة عيسى عليه السلام أية من آيات الله
أمرأة تلد من غير زوج و تأتي أهلها حاملة ذلك المولود المبارك
ليعلن و هو ما زال في المهد بأنه عبد الله و رسوله
بسم الله الرحمن الرحيم
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً
فَرِيّاً (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا
كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ
نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي
مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا
دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً
شَقِيّاً (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ
وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ
الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34 ) مريم
هل يعقل أن تمر مثل هذه الحادثة و بكل حيثياتها هكذا
و لا يذكرها أي رجل من اليهود كدليل على صدق نبوة عيسى عليه السلام
إذن ما الفائدة من هذه الآية طالما أن أناجيل النصارى مجمعة على أنه لم يعلم أحد بهذه المعجزة الربانية
سوى مريم و زوجها فيما بعد يوسف النجار
و هذا ما تكذبه الآيات القرآنية السابقة
عيسى ولد في مجتمع يهودي ولادة عجيبة غير مسبوقة
كانت ولادته آية و الآية لا بد لها من أن تكون علنية لا سرية ليؤمن بها من يعاينها
و قد تجلت الآية بحديث الطفل أمام مجمع الكهنة الذي راح يحاكم مريم
مضيفا المزيد من البراهين على أن عيسى نبي بني إسرائيل القادم
و هذا يفرض على الجميع اليقظة و الترقب و ليس النسيان و الإنكار عند إتمام الأمر
القرآن الكريم يبين لنا أن المجتمع اليهودي أنقسم إلى قسمين عند إعلان نبوة عيسى عليه السلام
قسم آمن و صدق و أنتصر و قسم كفر و خسر و كبت و أنهزم
إذن : الصور الباهتة في أناجيل النصارى لنبي الله عيسى هي من صنع شياطين الإنس و الجن
حيث تصوره كفيلسوف يوناني أكثر من كونه نبي عبراني
تنتهي حياته على لوح من الخشب بعد أن يهان و يبصق في وجهه
قاتلهم الله على هذه الفرية
لكن السؤال الآن : كيف تبخرت كل هذه الحقائق ؟؟؟
من المسئول عن رسم هذه الصورة البالية لنبي الله عيسى ؟؟؟
و إذا افترضنا أن اليهود أخفوها نكاية بعيسى و أمه
فلماذا أغفلها النصارى في أناجيلهم
قد يقول قائل أن قسطنطين قد أحرق الأنجيل الصحيح و لم يبقى إلا المزور
لكن هناك أناجيل أخرى لم تصلها يد الحرق عاصرت تلك الأناجيل
و لم تخرج عن الرواية المزيفة لولادة عيسى و بداية نشأته
حتى أنجيل برنابا لم يخرج عن ذات القصة و ذات الأسلوب
هل يعقل أن ينسى كتاب كالإنجيل في مدة قصيرة
أين نحن من قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى
عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)
إذن عيسى عليه السلام أنشق عمن كفر من بني إسرائيل و أعلن الحرب عليهم و انتهت المعركة
بنصر المؤمنين على من كفر سواء كان ذلك بوجود عيسى عليه السلام أو بعد أن رفعه الله
أما التاريخ المزيف فلا يعلن الظهور الحقيقي للنصرانية قبل دخول قسطنطين الوثني في دينهم في نهاية القرن الرابع
و إقرارهم للوثنية في عقيدة النصارى قاتلهم الله
فهل يعقل أن نعتبر التثليث الذي أصبح دين الدولة الرومانية هو الظهور الذي تحدثنا عنه الآيات السابقات
كلا بالطبع عيسى و أتباعه ظهروا في بني إسرائيل قرون
حتى استطاع اليهود و من ورائهم الأمم الوثنية من اليهود و اليونان تأسيس تاريخ مزيف لهذا الدين يبدأ
متأخرا عن التاريخ الحقيقي ببضع قرون
و هذا هو الذي مكنهم من صياغة نسخ من التوراة تتناغم مع هذا التاريخ المزيف
و التي أصبحت بعد طول زمان و حرب على حاملي العقيدة الصحيحة
أصبحت النسخ المزورة هي الأصح لأن التاريخ لم يحمل لنا سواها
نسب زكريا عليه السلام
قلنا أن اليهود لا يعترفون بوجود نبي في الفترة الزمنية التي ولد فيها المسيح و
يحيى عليهما السلام بل حتى ليس لديهم أي نبي خلال القرون الثلاث التي تسبق الميلاد تقريبا
هناك نبي اسمه زكريا بن برخيا بن عدو يغتبر اليهود أن الله قد أرسله لليهود العائدين من السبي البابلي
له كتاب رئوي يتحدث فيه عن الأحداث القادمة عبر رؤى يراها النبي زكريا و يفسرها له ملك مرسل من عند الله
يعتبر اليهود أن النبي زكريا و حجي هما آخر أنبياء بني إسرائيل حيث جاء في تلمودهم
: "بعد كتابات الأنبياء الأخيرين حجي وزكريا وملاخي، فارَقَ الروحُ القدس إسرائيل
و زكريا و حجي مجيئهم في القرن السادس قبل الميلاد
جاء في مقدمة سفر زكريا
كان زكريا النبي معاصراً لحجي النبي وقد سجل لنا هذا الكتاب بإرشاد من روح
الله في مستهل سنة 520ق.م. إذ أرسله الله للمسبيين العائدين من المنفى
ليشجعهم على عبادة الله من غير خوف
إذن زكريا النبي أسمه زكريا بن برخيا
فهل هو والد يحيى عليه السلام أم نبي أخر ؟؟؟
ماذا تقول كتب التفسير و الأثر
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في كتابه التاريخ المشهور الحافل زكريا
بن برخيا ويقال زكريا بن دان يقال زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن حشبان
بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخيا بن بلعاطة بن ناحور بن شلوم
بن بهفاشاط بن اينا من ابن رحبعام بن سليمان بن داود أبو يحيى النبي عليه
السلام من بني إسرائيل دخل البثينة من أعمال دمشق في طلب ابنه يحيى وقيل
انه كان بدمشق حين قتل ابنه يحيى والله أعلم وقد قيل غير ذلك في نسبه
ويقال فيه زكريا بالمد وبالقصر ويقال زكرى أيضا
البداية و النهاية لابن كثير
ثم اختلف في مقتل يحيى بن زكريا هل كان في المسجد الأقصى
أم بغيره على قولين فقال الثوري عن
الأعمش عن شمر بن عطية قال قتل على الصخرة التي ببيت المقدس سبعون نبيا
منهم يحيى بن زكريا عليه السلام وقال أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا
عبدالله بن صالح عن الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال قدم بخت
نصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي فسأل عنه فأخبروه فقتل على دمه
سبعين ألفا فسكن وهذا اسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب
وهو يقتضي أنه قتل بدمشق وان قصة بخت نصر كانت بعد المسيح
كما قاله عطاء والحسن البصري فالله أعلم وروى
الحافظ ابن عساكر من طريق الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال رأيت رأس
يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق أخرج من تحت ركن من أركان القبلة
الذي يلي المحراب مما يلي الشرق فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير وفي
رواية كأنما قتل الساعة وذكر في بناء مسجد دمشق أنه جعل تحت العمود
المعروف بعمود السكاسكة فالله أعلم وقد روى الحافظ ابن عساكر في المستقصي
في فضائل الأقصى من طريق العباس بن صبح عن مروان عن سعيد بن عبدالعزيز عن
قاسم مولى معاوية قال كان ملك هذه المدينة يعني دمشق هداد بن بدد وكان قد
زوج ابنه بابنة أخيه أريل ملكة صيدا وقد كان من جملة أملاكها سوق الملوك
بدمشق وهو الصاغة العتيقة قال وكان قد حلف بطلاقها ثلاثا ثم أنه أراد
مراجعتها فاستفتى يحيى بن زكريا فقال لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك فحقدت
عليه وسألت من الملك رأس يحيى بن زكريا وذلك بإشارة أمها فأبى عليها ثم
أجابها إلى ذلك وبعث إليه وهو قائم يصلي بمسجد جيرون من أتاه برأسه في
صينية فجعل الرأس يقول له لا تحل له لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فأخذت
المرأةالطبق فحملته على رأسها وأتت به أمها وهو يقول كذلك فلما تمثلت بين
يدي أمها خسف بها إلى قدميها ثم الى حقويها وجعلت أمها تولول والجواري
يصرخن ويلطمن وجوههن ثم خسف بها إلى منكبيها فأمرت أمها السياف أن يضرب
عنقها لتتسلى برأسها ففعل فلفظت الأرض جثتها عند ذلك ووقعوا في الذل
والفناء ولم يزل دم يحيى يفور حتى قدم بخت نصر فقتل عليه خمسة وسبعين ألفا
قال سعيد بن عبدالعزيز وهي دية
دم كل نبي ولم يزل يفور حتى وقف عنده
أرميا عليه السلام فقال أيها الدم أفنيت بني إسرائيل فاسكن بإذن الله فسكن
فرفع السيف وهرب من هرب من أهل دمشق إلى بيت المقدس فتبعهم اليها فقتل خلقا
كثيرا لا يحصون لكثرتهم ثم سبا منهم من سبا ثم رجع عنهم
الآن الآثار السابقة تؤكد أمرين
الأول أن زكريا أبو النبي يحيى هو النبي زكريا بن برخيا صاحب سفر النبي زكريا
الموجود في كتب بني إسرائيل الأمر
الثاني : أن بختنصر ملك بابل قد سبا اليهود بعد قتلهم لنبي الله يحيى و
بالتالي فما يعرف بالسبي البابلي كان قد وقع بعد مجيء نبي الله عيسى عليه
السلام و هذا يقتضي أن
عيسى عليه السلام قد ولد قبل الميلاد المزيف بقرابة الخمسة قرون لأنه
معلوم تاريخيا أن مملكة بابل قد سقطت بأيدي الفرس في القرن السادس قبل الميلاد