وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفـات من عبر الواقـع ..
وصفحات من الإعجـاز الرباني العظيم ..
رتبها لنـا المولى بحكمته وساقها بإعجازه وقدرته لتتوقف عندهـا العقول خاضعةً خاشعة ..
راجيـة لمـا عنـده من فضـل ورحمـة وإحسـان ..

لحفظ المقطع من هنـا :..
حجم الملف 10 ميجابايت ..
https://nadratarab.yoo7.com/download/436291/
المقطع عبـارة عن وقفـات قصيرة لمجموعـة من العبر التي وردت عبر البرنامج الإذاعي
" بيوت مطمئنـة " لعل الله أن ينفـع بهـا ..
وقبل استعراض العبـر أردت أن أستفتح بحكاية " أم " مسكينة تجرعت كأس العقوق والنكران من إبنهـا
الذي رمـاها في دار المسنين -دونما أقل زيارة أو سؤال- حتى ماتت رحمها الله بعد ثلاث سنوات من سكنها في الدار ..
فأسأل الله أن يعوضها خيرا ويبدلها هذه الفانيـة بدار الخلـد
ونعيـم الجنـان ..
وقبل موتهـا جادت بهذه الأبيـات وسلمتها لطبيب المصحة وطلبت إليه أن يوصلهـا لإبنها ..
تقـول الأبيـات :..
هذي ثـلاث سنين والعيـن تبكيـك *** ما شفـت زولك زايــرٍ ياضنايـا
تذكر حيـاتي يوم أشيلك وأداريـك ***وألاعبـك دايــم وتمشـي ورايـا
ترقد على صـوتي حضني يدفيـك *** ماغيـرك أحـدٍ ساكنٍ في حشايـا
وليا مرضت أسهر بقربك وأداريـك *** ما أذوق طعم النوم صبح ومسايـا
يا ما عطيتك من حنـاني وبعطيـك *** تكبـر وتكبـر بالأمـل يـا منايـا
لكن خسارة بعتني اليـوم وشفيـك؟ *** وأخلصت للزوجة وأنا لي شقايـا
أنا أدري إنهـا قاسيـة ما تخليـك *** قالـت عجـوزك ما أبيها معايـا
خليتني وسط المصحـة وأنا أرجيـك *** هذا جزى المعروف وهذا جزايـا ؟
حمـدان يا حمـدان أمـك توصيـك *** أخـاف ما تلحق تشوف الوصايـا
أوصيـت دكتـور المصحة بيعطيـك *** رسالتـي وحروفهـا من بكـايـا
وإن مـت لا تبخـل علي بدعـاويك *** واطلب لي الغفـران وهذا رجايـا
وامطر تراب القبـر بدمـوع عينيـك *** ماعـاد ينفعـك النـدم والنعايـا
نسأل لله أن يرحمها رحمة واسعة ويبلل بحروفهـا الباكيـة يباس القلوب ويحيي مواتهـا ..

يذكـر الشيخ "سلطان الزهراني" أنه وفي إحدى المرات ألقى كلمة في أحد المساجد فجاءه رجل وذكر له هذه القصة
وقال إنه كان يعاني من مرض السكر وقد أتعبه.. ولمـا سافر إلى والدته
في الإجازة الماضية سألهـا أن تدعـو له بالشفـاء ففعلت ..
وعندها شعر بتحسن وبعد أن خضع للفحص لدى الأطبـاء لم يجدوا للمرض أثر في جسده فسبحان الله ..

سيدة تدعى أم عامـر .. لها تسعـة إخوة ذكور إثنـان منهم حالتهم المادية عالية ..
ما طلب واحد منهم إيواء والدتـه في بيتـه في الوقت الذي هي أشـد ماتكون حاجـة إليهم ..
وكان للسيدة أم عامر زوج طيب كريم لا يملك من متاع الدنيـا سوى شقة صغيرة وحالة مادية أقل من ضعيفة .. !
وعندمـا طلبت منه زوجته أن تضم والدتهـا إلى بيتهـا لتسكن معهـا ..
رحب و وافق .. وأحسن استقبالها وعاملها كما لو كانت أمه ..
ثم قدر الله وفاة والد زوج أم عامر .. فأحضر والدته إلى بيته وأسكنها مع والدة زوجته في نفس الغرفة ..
وبعـد عشر سنوات من رعايتهما فتح الله له أبواب الرزق وأصبح من التجار وأصحاب الثروات
في حين "تحول" حال الأبنـاء التسعة جميعـا إلى الضعف المادي والحاجـة ..
فسبحان الذي يقدر أرزاق العباد كيف يشـاء ..

أم عبد الملك معلمة زوجة معلم ..
وفرت من راتبهـا 300000 -ثلاثمئة ألف ريال- خلال 11 سنة لم
يوفر زوجهـا خلالها شيئـا يذكر .. حيث كانت "الصدقة" جزءا أساسيا في حيااته ..
فكان يقسم راتبة إلى نصفين .. نصف له ولأسرته والنصف الآخر لوالدته وأخواته ..
ويقول لزوجته عندمـا تحاول ثنيه عن ذلك " أنا أتعامل مع ملك الملوك الذي يعطي بغير حساب "
بعد مرور السنوات الـ11 وفق الله هذا الزوج للعمل كوكيل شرعي لرجل أعمال معروف
وفي خلال ثلاث سنوات من عمله لدى رجل الأعمال أصبح من أصحاب الملايين بامتلاكه أكثر من
ثلاثين مليون ريـال ..
فسبحـان مالك الملك ..

تقول هذه الأخت في قصتهـا ..
أنها تزوجت من ابن عمهـا -الكفيف- تنفيذا لوصية أمهـا
بالرغم من جمالهـا وامتلاكهـا فرصـا كثيـرة للزواج ..
وبررت الأم هذا الطلب بأن ابن عمها رجل طيب وبحاجتها .. " وأنه مستجاب الدعوة " ..
عاشت الفتاة مع زوجها الكفيف حالة فقر لا يعلمها إلا الله ..
أصيبت خلالها بالبهاق من شدة الحالة النفسية التي تعانيها ..
وفي ذات يوم وبعد 4 سنوات من زواجهما بادرت زوجها باقتراح آلمه وجرح نفسه - وهو أن تقصد السوق وتبيع
وتشتري لتقوم بشيء من حالهما - فبكى .. واستقبل القبلـة ..
وألح في الدعـاء لربه وكان أول ما سأل الله أن تشفي زوجته من البهاق ثم سأل الله
أن يغنيهم عاجلا غير آجل .. ونـام من شدة التعب ..
وبعد ثلاثة أيام بدأ البهاق يتلاشى من جسد الزوجة ..
وما إن انقضى اليوم الثاني عشر حتى برأت الزوجة تماما من المرض وشفيت بالكامل ..
وبعد شهر من دعوته جاء صديقه مبشرا بحل مشكلة الأرض التي كان قـد اشتراها قبل ثمان سنوات
ثم يسر الله الآن بيعهـا وقدر نصيب الكفيف منها بـ 3 ملايين ريـال
فسبحان من بيـده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قديـر ..