كيف تتلبسهم الشياطين فيظنونها ملائكة
إيمان الأولياء بين الباطن والظاهر
وكذلك هذا الذي يقول: إن محمدا بعث بعلم الظاهر،
دون علم الباطن آمن ببعض ما جاء به، وكفر
ببعض، فهو كافر، وهو أكفر من أولئك، لأن علم الباطن، الذي هو علم إيمان
القلوب ومعارفها وأحوالها، هو علم بحقائق الايمان الباطنة، وهذا أشرف من
العلم بمجرد أعمال الاسلام الظاهرة.
كفر من يدعي ان محمدا صلى الله عليه وسلم علم من الأمور ظاهرها وان الأولياء علموا باطنها
فإذا ادعى المدعي، ان محمدا ، إنما علم هذه الأمور الظاهرة، دون حقائق
الايمان، وأنه لا يأخذ هذه الحقائق عن الكتاب والسنة، فقد ادعى أن بعض الذي
آمن به مما جاء به الرسول، دون البعض الآخر، وهذا شر ممن يقول: أومن
ببعض، وأكفر ببعض، ولا يدعي أن هذا البعض الذي آمن به، أدنى القسمين.
لا مثيل لولاية محمد صلى الله عليه وسلم على الاطلاق
وهؤلاء الملاحدة يدعون أن الولاية أفضل من النبوة، ويلبسون على الناس، فيقولون: ولايته أفضل من نبوته، وينشدون:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
ويقولون: نحن شاركناه في ولايته التي
هي أعظم من رسالته، وهذا من أعظم ضلالهم، فإن ولاية محمد لم يماثله فيها
أحد، لا إبراهيم ولا موسى، فضلا عن أن يماثله فيها هؤلاء الملحدون.
وكل رسول نبي ولي، فالرسول نبي ولي،
ورسالته متضمنة لنبوته، ونبوته متضمنة لولايته، وإذا قدروا مجرد إنباء
الله إياه بدون ولايته لله، فهذا تقدير ممتنع، فإنه حال إنبائه إياه،
ممتنع أن يكون إلا وليا لله، ولا تكون مجردة عن ولايته، ولو قدرت مجردة،
لم يكن أحد مماثلا للرسول في ولايته.
ادعاؤهم بوحدة معدن الأنبياء والأولياء
وهؤلاء قد يقولون كما يقول صاحب الفصوص ابن عربي :
إنهم يأخذون من المعدن الذي يأخذ منه
الملك الذي يوحي به إلى الرسول، وذلك أنهم اعتقدوا عقيدة المتفلسفة، ثم
أخرجوها في قالب المكاشفة، وذلك أن المتفلسفة الذين قالوا: إن الأفلاك
قديمة أزلية، لها علة تتشبه بها، كما يقوله أرسطو وأتباعه: أولها موجب
بذاته، كما يقوله متأخروهم، كابن سينا ، وأمثاله، ولايقولون: إنها لرب خلق
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ولا خلق الأشياء بمشيئته
وقدرته، ولا يعلم الجزيئات، بل إما أن ينكروا علمه مطلقا، كقول أرسطو ،
أو يقولوا: إنما يعلم في الأمور المتغيرة كلياتها، كما يقول ابن سينا ،
وحقيقة هذا القول، إنكار علمه بها، فان كل موجود في الخارج فهو معين جزئي
الافلاك، كل معين منها جزئي، وكذلك جميع الأعيان وصفاتها وأفعالها، فمن لم
يعلم إلا الكليات، لم يعلم شيئا من الموجودات والكليات إنما توجد كليات في
الأذهان، لا في الأعيان.
والكلام على هؤلاء مبسوط في موضع آخر،
في رد تعارض العقل والنقل وغيره، فإن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود
والنصارى، بل ومشركي العرب، فإن جميع هؤلاء يقولون: إن الله خلق السماوات
والأرض وإنه خلق المخلوقات بمشيئته وقدرته.
و أرسطو ونحو من المتفلسفة واليونان،
كانوا يعبدون الكواكب والأصنام، وهم لا يعرفون الملائكة والانبياء، وليس
في كتب أرسطو ذكر شيء من ذلك، وإنما غالب علوم القوم الأمور الطبيعية.
كيف تتلبسهم الشياطين فيظنونها ملائكة
قال تعالى: " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " وقال تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " إلى قوله: " يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " وقال تعالى: " وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم " وقال تعالى: " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ".
وقد روي عن النبي
في الحديث الصحيح: أنه رأى جبريل يزع الملائكة، والشياطين إذا رأت ملائكة
الله التي يؤيد بها عباده هربت منهم، والله يؤيد عباده المؤمنين
بملائكته.
قال تعالى: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا " وقال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها "
وقال تعالى: " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها " وقال تعالى: " إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ".
كذاب ثقيف ومبيرها
وهؤلاء تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم، وهي جن وشياطين، فيظنونها ملائكة، كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام.
وكان من أول ما ظهر من هؤلاء في
الاسلام: المختار ابن أبي عبيدالذي أخبر به النبي في
الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي أنه
قال: " سيكون في ثقيف كذاب ومبير " وكان الكذاب: المختار ابن أبي عبيد،
والمبير: الحجاج بن يوسف فقيل لابن عمر وابن عباس إن المختار يزعم أنه
ينزل إليه، فقالا: صدق قال تعالى: " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم ".
وقال الآخر: وقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحي إليه، فقال: قال الله تعالى: " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ".
تفنيد مزاعم ابن عربي
وهذه الأرواح الشيطانية، هي الروح الذي يزعم صاحب
الفتوحات أنه ألقى إليه ذلك الكتاب
ولهذا يذكر أنواعا من الخلوات بطعام معين، وشيء معين، وهذه مما تتفتح
لصاحبها اتصالا بالجن والشياطين، فيظنون ذلك من كرامات الأولياء.
احواله الشيطانية
وإنما هو من الأحوال الشيطانية، وأعرف من هؤلاء عددا،
ومنهم من كان يحمل في الهواء إلى
مكان بعيد ويعود، ومنهم من كان يؤتى بمال مسروق، تسرقه الشياطين وتأتيه
به، ومنهم من كاتت تدله على السرقات بجعل يحصل له من الناس أو لعطاء
يعطونه إذا دلهم على سرقاتهم ونحوذلك.
ولما كانت أحوال هؤلاء شيطانية، كانوا
مناقضين للرسل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم، كما يوجد في كلام صاحب
الفتوحات المكية والفصوص
.
في امان الله وحفظه
إيمان الأولياء بين الباطن والظاهر
وكذلك هذا الذي يقول: إن محمدا بعث بعلم الظاهر،
دون علم الباطن آمن ببعض ما جاء به، وكفر
ببعض، فهو كافر، وهو أكفر من أولئك، لأن علم الباطن، الذي هو علم إيمان
القلوب ومعارفها وأحوالها، هو علم بحقائق الايمان الباطنة، وهذا أشرف من
العلم بمجرد أعمال الاسلام الظاهرة.
كفر من يدعي ان محمدا صلى الله عليه وسلم علم من الأمور ظاهرها وان الأولياء علموا باطنها
فإذا ادعى المدعي، ان محمدا ، إنما علم هذه الأمور الظاهرة، دون حقائق
الايمان، وأنه لا يأخذ هذه الحقائق عن الكتاب والسنة، فقد ادعى أن بعض الذي
آمن به مما جاء به الرسول، دون البعض الآخر، وهذا شر ممن يقول: أومن
ببعض، وأكفر ببعض، ولا يدعي أن هذا البعض الذي آمن به، أدنى القسمين.
لا مثيل لولاية محمد صلى الله عليه وسلم على الاطلاق
وهؤلاء الملاحدة يدعون أن الولاية أفضل من النبوة، ويلبسون على الناس، فيقولون: ولايته أفضل من نبوته، وينشدون:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
ويقولون: نحن شاركناه في ولايته التي
هي أعظم من رسالته، وهذا من أعظم ضلالهم، فإن ولاية محمد لم يماثله فيها
أحد، لا إبراهيم ولا موسى، فضلا عن أن يماثله فيها هؤلاء الملحدون.
وكل رسول نبي ولي، فالرسول نبي ولي،
ورسالته متضمنة لنبوته، ونبوته متضمنة لولايته، وإذا قدروا مجرد إنباء
الله إياه بدون ولايته لله، فهذا تقدير ممتنع، فإنه حال إنبائه إياه،
ممتنع أن يكون إلا وليا لله، ولا تكون مجردة عن ولايته، ولو قدرت مجردة،
لم يكن أحد مماثلا للرسول في ولايته.
ادعاؤهم بوحدة معدن الأنبياء والأولياء
وهؤلاء قد يقولون كما يقول صاحب الفصوص ابن عربي :
إنهم يأخذون من المعدن الذي يأخذ منه
الملك الذي يوحي به إلى الرسول، وذلك أنهم اعتقدوا عقيدة المتفلسفة، ثم
أخرجوها في قالب المكاشفة، وذلك أن المتفلسفة الذين قالوا: إن الأفلاك
قديمة أزلية، لها علة تتشبه بها، كما يقوله أرسطو وأتباعه: أولها موجب
بذاته، كما يقوله متأخروهم، كابن سينا ، وأمثاله، ولايقولون: إنها لرب خلق
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ولا خلق الأشياء بمشيئته
وقدرته، ولا يعلم الجزيئات، بل إما أن ينكروا علمه مطلقا، كقول أرسطو ،
أو يقولوا: إنما يعلم في الأمور المتغيرة كلياتها، كما يقول ابن سينا ،
وحقيقة هذا القول، إنكار علمه بها، فان كل موجود في الخارج فهو معين جزئي
الافلاك، كل معين منها جزئي، وكذلك جميع الأعيان وصفاتها وأفعالها، فمن لم
يعلم إلا الكليات، لم يعلم شيئا من الموجودات والكليات إنما توجد كليات في
الأذهان، لا في الأعيان.
والكلام على هؤلاء مبسوط في موضع آخر،
في رد تعارض العقل والنقل وغيره، فإن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود
والنصارى، بل ومشركي العرب، فإن جميع هؤلاء يقولون: إن الله خلق السماوات
والأرض وإنه خلق المخلوقات بمشيئته وقدرته.
و أرسطو ونحو من المتفلسفة واليونان،
كانوا يعبدون الكواكب والأصنام، وهم لا يعرفون الملائكة والانبياء، وليس
في كتب أرسطو ذكر شيء من ذلك، وإنما غالب علوم القوم الأمور الطبيعية.
كيف تتلبسهم الشياطين فيظنونها ملائكة
قال تعالى: " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " وقال تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " إلى قوله: " يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " وقال تعالى: " وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم " وقال تعالى: " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ".
وقد روي عن النبي
في الحديث الصحيح: أنه رأى جبريل يزع الملائكة، والشياطين إذا رأت ملائكة
الله التي يؤيد بها عباده هربت منهم، والله يؤيد عباده المؤمنين
بملائكته.
قال تعالى: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا " وقال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها "
وقال تعالى: " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها " وقال تعالى: " إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ".
كذاب ثقيف ومبيرها
وهؤلاء تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم، وهي جن وشياطين، فيظنونها ملائكة، كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام.
وكان من أول ما ظهر من هؤلاء في
الاسلام: المختار ابن أبي عبيدالذي أخبر به النبي في
الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي أنه
قال: " سيكون في ثقيف كذاب ومبير " وكان الكذاب: المختار ابن أبي عبيد،
والمبير: الحجاج بن يوسف فقيل لابن عمر وابن عباس إن المختار يزعم أنه
ينزل إليه، فقالا: صدق قال تعالى: " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم ".
وقال الآخر: وقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحي إليه، فقال: قال الله تعالى: " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ".
تفنيد مزاعم ابن عربي
وهذه الأرواح الشيطانية، هي الروح الذي يزعم صاحب
الفتوحات أنه ألقى إليه ذلك الكتاب
ولهذا يذكر أنواعا من الخلوات بطعام معين، وشيء معين، وهذه مما تتفتح
لصاحبها اتصالا بالجن والشياطين، فيظنون ذلك من كرامات الأولياء.
احواله الشيطانية
وإنما هو من الأحوال الشيطانية، وأعرف من هؤلاء عددا،
ومنهم من كان يحمل في الهواء إلى
مكان بعيد ويعود، ومنهم من كان يؤتى بمال مسروق، تسرقه الشياطين وتأتيه
به، ومنهم من كاتت تدله على السرقات بجعل يحصل له من الناس أو لعطاء
يعطونه إذا دلهم على سرقاتهم ونحوذلك.
ولما كانت أحوال هؤلاء شيطانية، كانوا
مناقضين للرسل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم، كما يوجد في كلام صاحب
الفتوحات المكية والفصوص
.
في امان الله وحفظه